الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَبِٱلْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِٱلْحَقِّ نَزَلَ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً } * { وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً } * { قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُوۤاْ إِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً } * { وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً } * { وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً } * { قُلِ ٱدْعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدْعُواْ ٱلرَّحْمَـٰنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ ٱلأَسْمَآءَ ٱلْحُسْنَىٰ وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَٱبْتَغِ بَيْنَ ذٰلِكَ سَبِيلاً } * { وَقُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُنْ لَّهُ شَرِيكٌ فِي ٱلْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ ٱلذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً }

{ وَبِٱلْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ } يعني القرآن { وَبِٱلْحَقِّ نَزَلَ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً } بالجنة { وَنَذِيراً } تنذر الناس.

{ وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ } أي طول ومن قرأها بالتخفيف فالمعنى فرق فيه بين الحق والباطل والحلال والحرام ومن قرأها بالتثقيل فالمعنى فرقه الله فأنزله يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وعاما بعد عام منجما يقر به قلبك.

قال محمد قوله قرآنا منصوب بفعل مضمر المعنى وفرقناه قرآنا { قُلْ آمِنُواْ بِهِ } يعني القرآن يقوله للمشركين { أَوْ لاَ تُؤْمِنُوۤاْ إِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ } قبل القرآن يعني المؤمنين من أهل الكتاب { إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ } القرآن { يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ } للوجوه في تفسير قتادة { سُجَّداً * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً } أي قد كان.

قال محمد المعنى كان وعد ربنا مفعولا ودخلت إن واللام للتوكيد.

{ وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ } يعني الوجوه.

{ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ } يعني القرآن { خُشُوعاً } والخشوع الخوف الثابت في القلب.

قال محمد الأذقان واحدها ذقن وهو مجمع اللحيين وهو عضو من أعضاء الوجه و سجدا منصوب على الحال.

{ قُلِ ٱدْعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدْعُواْ ٱلرَّحْمَـٰنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ } يقول أي الاسمين دعوتموه { فَلَهُ ٱلأَسْمَآءَ ٱلْحُسْنَىٰ } أي أنه هو الله وهو الرحمن.

{ وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَٱبْتَغِ بَيْنَ ذٰلِكَ سَبِيلاً } تفسير ابن عباس يقول هذا في الصلاة المكتوبة لا تجعلها كلها سرا ولا تجعلها كلها جهرا وابتغ بين ذلك سبيلا.

قال يحيى في تفسير الكلبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ هو بمكة كان يجتمع إليه أصحابه فإذا صلى بهم ورفع صوته سمع المشركون صوته فآذوه وإن خفض صوته لم يسمع من خلفه فأمره الله أن يبتغي بين ذلك سبيلا.

{ وَقُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً } يتكثر به من القلة { وَلَم يَكُنْ لَّهُ شَرِيكٌ فِي ٱلْمُلْكِ } خلق معه شيئا { وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ ٱلذُّلِّ } يتعزز به { وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً } أي عظمه تعظيما.