الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ ٱلنَّحْلِ أَنِ ٱتَّخِذِي مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ ٱلشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ } * { ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ فَٱسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَآءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } * { وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ ٱلْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } * { وَٱللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي ٱلْرِّزْقِ فَمَا ٱلَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَآءٌ أَفَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } * { وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ أَفَبِٱلْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ ٱللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ } * { وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ شَيْئاً وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } * { فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ ٱلأَمْثَالَ إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }

{ وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ ٱلنَّحْلِ } أي ألهمها { وَمِمَّا يَعْرِشُونَ } أي يبنون { فَٱسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ } يعني طرق ربك التي جعل لك { ذُلُلاً } قال مجاهد يعني ذللت لها السبل لا يتوعر عليها مكان { يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ } يعني العسل { مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَآءٌ لِلنَّاسِ } أي دواء.

{ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ ٱلْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً } يقول يصير بمنزلة الطفل الذي لا يعقل شيئا.

{ وَٱللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ } الآية يقول هل منكم من أحد يكون هو ومملوكه وأهله وماله شركاء سواء أي أنكم لا تفعلون ذلك بمملوكيكم فالله أحق ألا يشرك به أحد من خلقه. { أَفَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } على الاستفهام أي قد فعلوا ذلك.

{ وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً } يعني نساء { وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً } تفسير الحسن الحفدة الخدم يعني بذلك ولده وولد ولده يقال إنهم بنون وخدم قال محمد وأصل الحفد الخدمة والعمل ومنه يقال في القنوت ل وإليك نسعى ونحفد أي نعمل بطاعتك.

{ أَفَبِٱلْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ } على الاستفهام أي قد آمنوا بالباطل والباطل إبليس { وَبِنِعْمَتِ ٱللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ } هو كقولهأَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ كُفْراً } [إبراهيم: 28].

{ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ شَيْئاً وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } يعني الأوثان التي يعبدون هو كقوله { وَلاَ يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ } يعني الأوثانضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَلاَ يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلاَ حَيَـاةً وَلاَ نُشُوراً } [الفرقان: 3].

{ فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ ٱلأَمْثَالَ } فتشبهوا هذه الأوثان الميتة التي لا تحيي ولا تميت ولا ترزق بالله الذي يحيي ويميت ويرزق ويفعل ما يريد.