الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } * { يُنَزِّلُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ بِٱلْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوۤاْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ فَٱتَّقُونِ } * { خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ تَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } * { خَلَقَ ٱلإِنْسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ } * { وَٱلأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } * { وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ } * { وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَىٰ بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ ٱلأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } * { وَٱلْخَيْلَ وَٱلْبِغَالَ وَٱلْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }

قوله { أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ } تفسير الحسن هذا جواب من الله لقول المشركين للنبي صلى الله عليه وسلمٱئْتِنَا بِعَذَابِ ٱللَّهِ } [العنكبوت: 29] ولقولهم:

عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا } [ص: 15] وأشباه ذلك فقال الله { أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ } أي أن العذاب آت قريب { سُبْحَانَهُ } ينزه نفسه { وَتَعَالَىٰ } ارتفع عما يقول المشركين من الإشراك به { يُنَزِّلُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ بِٱلْرُّوحِ } في تفسير السدي { مِنْ أَمْرِهِ } أي بأمره.

قال محمد سمى ل الوحي روحا لأن به حياة من الجهل.

{ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوۤاْ } بأن أنذروا { أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ فَٱتَّقُونِ } أن تعبدوا معي إلها.

{ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ } للبعث والحساب والجنة والنار { خَلَقَ ٱلإِنْسَانَ مِن نُّطْفَةٍ } يعني المشرك في تفسير الحسن { فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ } بين الخصومة.

{ وَٱلأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ } يعني الإبل والبقر والغنم.

قال محمد نصب الأنعام على فعل مضمر المعنى وخلق الأنعام لكم.

{ فِيهَا دِفْءٌ } يعني ما يصنع من الكسوة من أصوافها وأوبارها وأشعارها ومنافع في ظهورها هذه الإبل والبقر وألبانها في جماعتها.

{ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ } أي حين تروح عليكم راجعة من الرعي { وَحِينَ تَسْرَحُونَ } بها إلى الرعي هذا تفسير الحسن.

قال محمد راحت الماشية وأرحتها وسرحت وسرحتها الرواح بالعشي والسروح بالغدو ومعنى لكم فيها جمال أي إذا قيل هذا مال فلان.

{ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ } يعني الإبل والبقر { إِلَىٰ بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ ٱلأَنفُسِ } يقول لولا أنها تحمل أثقالكم إلى البلد الذي تريدونه لم تكونوا بالغي ذلك البلد إلا بمشقة على أنفسكم { إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } يقول فبرأفة الله ورحمته سخر لكم هذه الأنعام وهي للكافر رحمة الدنيا ليرزقه فيها من النعم.

{ وَٱلْخَيْلَ } يقول وخلق الخيل { وَٱلْبِغَالَ وَٱلْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً } في ركوبها تفسير قتادة خلقها الله للركوب وللزينة { وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } من الأشياء كلها مما لم يذكر لكم.