{ فَلَمَّا جَآءَ آلَ لُوطٍ ٱلْمُرْسَلُونَ } يعني الملائكة { قَالَ } لوط { إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ } نكرهم { قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ } يشكون من العذاب كانوا يقولون لا نعذب حين كان يخوفهم بالعذاب إن لم يؤمنوا { وَآتَيْنَاكَ بِٱلْحَقِّ } يعني بعذابهم. { فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ ٱلَّيلِ } أي في طائفة من الليل والسرى لا يكون إلا ليلا قال محمد ويقال منه أسرى وسرى. { وَٱتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ } أي كن آخرهم { وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ } لا ينظر وراءه إلى المدينة. { وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ ٱلأَمْرَ } أي أعلمناه { أَنَّ دَابِرَ هَؤُلآءِ } أصلهم { مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ } قال محمد مصبحين نصب على الحال. { وَجَآءَ أَهْلُ ٱلْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ } بأضياف لوط لما يريدون من عمل السوء { قَالَ إِنَّ هَؤُلآءِ ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ } { قَالُواْ أَوَ لَمْ نَنْهَكَ عَنِ ٱلْعَالَمِينَ } أي أن تضيف أحدا ولا تنزله { قَالَ هَؤُلآءِ بَنَاتِي } أمرهم بتزويج النساء { إِن كُنْتُمْ فَاعِلِينَ } متزوجين. { لَعَمْرُكَ } قسم { إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ } يعني ضلالتهم { يَعْمَهُونَ } يتحيرون قال محمد العمر والعمر عند أهل اللغة بمعنى واحد فإذا استعمل في القسم فتح أوله لكثرة استعمالهم له لأن الفتح أخف. { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ } قال السدي صيحة جبريل { مُشْرِقِينَ } حين أشرقت الشمس { فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا } قد مضى تفسيره. { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ } قال سفيان يعني للمتفرسين قال محمد معنى التفرس الاستدلال بصحة النظر يقال توسمت في فلان الخير وتفرسته أي تبينته. { وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ } يعني قرية قوم لوط أي هي طريق واضح.