{ فَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ } ما وعدهم من النصر في الدنيا { إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ } في نقمته { ذُو ٱنْتِقَامٍ } من أعدائه بعذابه { يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ } قال محمد أي وتبدل السموات { وَبَرَزُواْ لِلَّهِ } حفاة عراة { ٱلْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } قهر عباده بالموت وبما شاء. قال محمد ومعنى تبديل السموات تكوير شمسها وخسوف قمرها وانتثار كواكبها وانفطارها وانشقاقها. يحيى عن يونس بن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود قال تبدل الأرض بأرض بيضاء كأنها فضة لم يعمل فيها خطيئة ولم يسفك فيها محجمة دم حرام. { وَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ } المشركين { يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي ٱلأَصْفَادِ } يعني السلاسل يقرن كل إنسان ل وشيطانه الذي كان قرينه في الدنيا في سلسلة واحدة. قال محمد واحد الأصفاد صفد يقال صفدت الرجل إذا جعلته في صفد وأصفدته إذا أعطيته عطاء. { سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ } أي قمصهم والقطران هو الذي يطلى به الإبل وقال مجاهد سرابيلهم من قطران أي من صفر حار قد انتهى حره { وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ } هو كقوله{ أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ } [الزمر: 24] أي يجر على وجهه في النار { لِيَجْزِىَ ٱللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ } ما عملت { إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ }. يحيى سمعت بعض الكوفيين يقول يقضى بين الخلق يوم القيامة في قدر نصف يوم من أيام الدنيا. { هَـٰذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ } للمؤمنين يعني القرآن يبلغهم إلى الجنة { وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ } ليس له شريك { وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } وهم المؤمنون.
