الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَأَنذِرِ ٱلنَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ ٱلْعَذَابُ فَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ رَبَّنَآ أَخِّرْنَآ إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ ٱلرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوۤاْ أَقْسَمْتُمْ مِّن قَبْلُ مَا لَكُمْ مِّن زَوَالٍ } * { وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـٰكِنِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ ٱلأَمْثَالَ } * { وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ ٱللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ ٱلْجِبَالُ }

{ وَأَنذِرِ ٱلنَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ ٱلْعَذَابُ } أي أنذرهم ذلك اليوم { رَبَّنَآ أَخِّرْنَآ إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ } سألوا الرجعة إلى الدنيا حتى يؤمنوا.

قال الله { أَوَلَمْ تَكُونُوۤاْ أَقْسَمْتُمْ مِّن قَبْلُ } أي في الدنيا { مَا لَكُمْ مِّن زَوَالٍ } من الدنيا إلى الآخرة ثم انقطع الكلام ثم قال للذين بعث فيهم محمد: { وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـٰكِنِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ } بشركهم يعني من أهلك من الأمم السابقة { وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ } كيف أهلكناهم يخوفهم بذلك { وَضَرَبْنَا لَكُمُ ٱلأَمْثَالَ } يعني وصفنا لكم عذاب الأمم الخالية يخوف كفار مكة.

{ وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ ٱللَّهِ مَكْرُهُمْ } أي محفوظ لهم حتى يجازيهم به { وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ ٱلْجِبَالُ } وهي في مصحف ابن مسعود وما كان مكرهم لتزول منه الجبال تفسير الكلبي قال إن نمروذ الذي بنى الصرح ببابل أراد أن يعلم علم السماء فعمد إلى تابوت فجعل فيه غلاما ثم عمد إلى نسور أربعة فأجاعها ثم ربط كل نسر بقائمة من قوائم التابوت ثم رفع لهما لحما في أعلى التابوت فجعل الغلام يفتح الباب الأعلى فينظر إلى السماء فيراها كهيئتها ثم يفتح الباب الأسفل فينظر إلى الأرض فيراها مثل اللجة فلم يزل كذلك حتى جعل ينظر فلا يرى الأرض وإنما هو الهواء وينظر فوق فيرى السماء كهيئتها فلما رأى ذلك صوب اللحم فتصوبت النسور فيقال والله أعلم إنه مر بجبل فخاف الجبل أن يكون أمرا من الله فكاد يزول من مكانه فذلك قوله { وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ ٱلْجِبَالُ }.