الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلأَبْصَارُ } * { مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَآءٌ }

{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّالِمُونَ } يعني المشركين.

{ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلأَبْصَارُ } إلى إجابة الداعي حين يدعوهم من قبورهم { مُهْطِعِينَ } أي مسرعين إلى نحو الدعوة ل حين يدعوهم إلى بيت المقدس قال محمد مهطعين منصوب على الحال.

{ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ } أي رافعيها { لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَآءٌ } أي يديمون النظر.

قال محمد طرفهم يعني نظرهم وأصل الكلمة من قولهم طرف الرجل يطرف طرفا إذا أطبق أحد جفنيه على الآخر فسمي النظر طرفا لأنه به يكون ومنه قول الشاعر يذكر سهيلا النجم في السماء وشبه اضطرابه بطرف العين:
أراقب لمحا من سهيل كأنه   إذا ما بدا في دجنة الليل يطرف
قوله عز وجل { وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَآءٌ } بين الصدر والحلق فلا تخرج من الحلق ولا ترجع إلى الصدر يعني قلوب الكفار هذا تفسير السدي.

قال محمد وجاء عن ابن عباس هواء أي خالية من كل خير وقال أبو عبيدة وكذلك كل شيء أجوف خاو فهو عند العرب هواء.

وأنشد غيره:
كأن الرحل منها فوق صعل   من الظلمان جؤجؤه هواء
يقول ليس لعظمه مخ.