{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا ٱلْبَلَدَ ءَامِناً } يعني مكة { وَٱجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ ٱلأَصْنَامَ }. قال محمد أهل الحجاز يقولون جنبني فلان شره وأهل نجد يقولون أجنبني وجنبني أي جعلني جانبا منه. { رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ } يعني الأصنام أضللن كثيرا من الناس يقول ضل المشركون بعبادتها من غير أن تكون دعت هي إلى عبادة أنفسها { فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي } فعبد الأوثان ثم تاب إليك بعد ذلك { فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }. { رَّبَّنَآ إِنَّيۤ أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي } يعني إسماعيل { بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ ٱلْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ } أي إنما أسكنتهم مكة ليعبدوك { فَٱجْعَلْ أَفْئِدَةً } أي قلوبا { مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِىۤ إِلَيْهِمْ } تنزع إلى الحج في تفسير الحسن قال ابن عباس ولو كان قال فاجعل أفئدة الناس تهوي إليهم لحجه اليهود والنصارى وكل أحد. { رَبَّنَآ إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ } تفسير ابن عباس إن إبراهيم جاء بهاجر وإسماعيل فوضعهما بمكة عند زمزم فلما قفا نادته هاجر ي إبراهيم فالتفت إليها فقالت من أمرك أن تضعني وابني بأرض ليس بها ضرع ولا زرع ولا أنيس قال ربي قالت إذن لن يضيعنا فلما قفا إبراهيم قال { رَبَّنَآ إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ.... } أي من الحزن الآية. { رَبِّ ٱجْعَلْنِي مُقِيمَ ٱلصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَتِي } أي واجعل من ذريتي من يقيم الصلاة. { رَبَّنَا ٱغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ } تفسير الحسن دعا لأبيه أن يحوله الله من الكفر إلى الإيمان ولم يغفر له فلما مات كافرا تبرأ منه وعرف أنه قد هلك.