الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } * { مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَىٰ مِن مَّآءٍ صَدِيدٍ } * { يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ ٱلْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ } * { مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ ٱشْتَدَّتْ بِهِ ٱلرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَىٰ شَيْءٍ ذٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلاَلُ ٱلْبَعِيدُ } * { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحقِّ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ } * { وَمَا ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ }

{ وَٱسْتَفْتَحُواْ } يعني الرسل أي دعوا على قومهم حين استيقنوا أنهم لا يؤمنون قال محمد معنى استفتحوا سألوا الله أن يفتح لهم أي ينصرهم وكل نصر هو فتح وهو معنى قول يحيى.

{ وَخَابَ } أي خسر { كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } الجبار المتكبر والعنيد المجانب للقصد.

{ مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ } أي من بعد هذا العذاب الذي كان في الدنيا { جَهَنَّمُ } أي عذاب جهنم وقد قيل من ورائه أي من أمامه.

{ وَيُسْقَىٰ مِن مَّآءٍ صَدِيدٍ } الصديد ما يسيل من جلود أهل النار من القيح والدم { يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ } من كراهيته له وهو يسيغه لابد له منه فتتقطع أمعاؤه قال محمد معنى يسيغه يبتلعه.

{ وَيَأْتِيهِ ٱلْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ } وهي النار ولكن الله قضى عليهم ألا يموتوا هذا تفسير الحسن.

{ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ } كقولهفَذُوقُواْ فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً } [النبأ: 30].

{ مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ ٱشْتَدَّتْ بِهِ ٱلرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ } يعني مما عملوا من حسن على سييء في الآخرة قد جوزوا به في الدنيا { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحقِّ } أي يصير الأمر إلى البعث والحساب والجنة والنار { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ } يستأصلكم بالعذاب { وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ } أي آخرين { وَمَا ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ } أي لا يشق عليه.