{ وَٱسْتَفْتَحُواْ } يعني الرسل أي دعوا على قومهم حين استيقنوا أنهم لا يؤمنون قال محمد معنى استفتحوا سألوا الله أن يفتح لهم أي ينصرهم وكل نصر هو فتح وهو معنى قول يحيى. { وَخَابَ } أي خسر { كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } الجبار المتكبر والعنيد المجانب للقصد. { مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ } أي من بعد هذا العذاب الذي كان في الدنيا { جَهَنَّمُ } أي عذاب جهنم وقد قيل من ورائه أي من أمامه. { وَيُسْقَىٰ مِن مَّآءٍ صَدِيدٍ } الصديد ما يسيل من جلود أهل النار من القيح والدم { يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ } من كراهيته له وهو يسيغه لابد له منه فتتقطع أمعاؤه قال محمد معنى يسيغه يبتلعه. { وَيَأْتِيهِ ٱلْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ } وهي النار ولكن الله قضى عليهم ألا يموتوا هذا تفسير الحسن. { وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ } كقوله{ فَذُوقُواْ فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً } [النبأ: 30]. { مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ ٱشْتَدَّتْ بِهِ ٱلرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ } يعني مما عملوا من حسن على سييء في الآخرة قد جوزوا به في الدنيا { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحقِّ } أي يصير الأمر إلى البعث والحساب والجنة والنار { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ } يستأصلكم بالعذاب { وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ } أي آخرين { وَمَا ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ } أي لا يشق عليه.