الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ } * { يَمْحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ ٱلْكِتَابِ } * { وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا ٱلْحِسَابُ } * { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَٱللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } * { وَقَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ ٱلْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ ٱلْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى ٱلدَّارِ } * { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ ٱلْكِتَابِ }

{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً } نزلت حين قالت اليهود لو كان محمد رسولا لكان له هم غير النساء والتماس الولد { وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ * يَمْحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ ٱلْكِتَابِ } تفسير بعضهم يكتب كل ما يقول فإذا كان كل يوم اثنين وخميس محي عنه ما لم يكن خيرا أو شرا وأثبت ما سوى ذلك { وَعِندَهُ أُمُّ ٱلْكِتَابِ } يعني اللوح المحفوظ وتفسير أم الكتاب جملة الكتاب وأصله.

{ وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ } تفسير الحسن أن الله أخبر محمدا أن له في أمته نقمة ولم يخبره أفي حياته تكون أم بعد موته وفيها إضمارفَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ } [الزخرف: 41].

{ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلاَغُ } أن تبلغهم ولست تستطيع أن تكرههم على الإيمان إنما يؤمن من شاء الله أن يؤمن { وَعَلَيْنَا ٱلْحِسَابُ } يوم القيامة ثم أمره بقتالهم.

{ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا } تفسير الحسن أفلا يرون أن رسول الله عليه السلام كلما بعث إلى أرض ظهر عليها وغلب أهلها يقول ننقصها بذلك أرضا فأرضا قال محمد المعنى كأنه ينقص المشركين مما في أيديهم.

{ وَٱللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ } أي لإرادته قال محمد أصل التعقيب في اللغة الكر والرجوع فكأنه قال لا راجع يرد حكمه.

{ وَهُوَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } يعني العذاب إذا أراد أن يعذب قوما من الذين كذبوا رسلهم كان عذابه إياهم أسرع من الطرف يخوف بهذا المشركين.

{ وَقَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } يعني من قبل مشركي هذه الأمة { فَلِلَّهِ ٱلْمَكْرُ جَمِيعاً } فمكر بهم أهلكهم أحسن ما كانوا في دنياهم فعالا { يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ } أي تعمل { وَسَيَعْلَمُ ٱلْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى ٱلدَّارِ } لمن الجنة { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً } قل يا محمد { قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ ٱلْكِتَابِ } قال عبد الله بن سلام في نزلت { وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ ٱلْكِتَابِ }.

قال محمد { قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً } المعنى كفى الله شهيدا و شهيدا منصوب على التمييز.