الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ } * { كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِيۤ أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَآ أُمَمٌ لِّتَتْلُوَاْ عَلَيْهِمُ ٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِٱلرَّحْمَـٰنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ } * { وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ ٱلْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ ٱلأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ ٱلْمَوْتَىٰ بَل للَّهِ ٱلأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَهَدَى ٱلنَّاسَ جَمِيعاً وَلاَ يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ }

{ طُوبَىٰ لَهُمْ } قال عبد الله بن عبيد بن عمير طوبى شجرة في الجنة أصلها في دار محمد صلى الله عليه وسلم وليس في الجنة دار ولا غرفة إلا وغصن منها في تلك الدار { وَحُسْنُ مَآبٍ تفسير } مرجع يعني الجنة.

{ كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِيۤ أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَآ أُمَمٌ } أي كما أرسلنا في الأمم التي قد خلت من قبل هذه الأمة { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِٱلرَّحْمَـٰنِ } كانوا يقولون أما الله فنعرفه وأما الرحمن فلا نعرفه { قُلْ هُوَ رَبِّي لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ } يعني التوبة.

{ وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ ٱلْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ ٱلأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ ٱلْمَوْتَىٰ } قتادة ذكر لنا أن قريشا قالت لنبي الله صلى الله عليه وسلم إن سرك أن نتبعك فسير لنا جبال تهامة وزد لنا في حرمنا حتى نتخذ قطائع نحترف فيها أو أمي لنا فلانا وفلانا وفلانا لأناس ماتوا في الجاهلية فأنزل الله هذه الآية يقول لو فعل هذا بقرآن غير قرآنكم فعل بقرآنكم.

قال محمد اختصر جواب لو إذ كان في الكلام ما يدل عليه.

{ أَفَلَمْ يَيْأَسِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَهَدَى ٱلنَّاسَ جَمِيعاً } أي ألم يعرف قال محمد قيل إنها لغة للنخع ييأس بمعنى يعرف قال الشاعر:
أقول لهم بالشعب إذ يأسرونني   ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدم
أي ألم تعلموا.

{ وَلاَ يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ } هي السرايا سرايا رسول الله عليه السلام يصيبهم الله منها بعذاب { أَوْ تَحُلُّ } أنت يا محمد { قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ ٱللَّهِ } يعني فتح مكة في تفسير مجاهد وقتادة.