الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَنَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَٱحْتَمَلَ ٱلسَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي ٱلنَّارِ ٱبْتِغَآءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ وَٱلْبَاطِلَ فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي ٱلأَرْضِ كَذٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ } * { لِلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ ٱلْحُسْنَىٰ وَٱلَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ سُوۤءُ ٱلْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ }

{ أَنَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا } الكبير بقدره والصغير بقدره { فَٱحْتَمَلَ ٱلسَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً } يعني عاليا فوق الماء إلى قوله { كَذٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ } هذه أمثال ضربها الله للمؤمن والكافر فأما قوله: { وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي ٱلنَّارِ ٱبْتِغَآءَ حِلْيَةٍ } فإنه يعني الذهب والفضة إذا أذيبا فعلا خبثهما وهو الزبد وخلص خالصهما تحت ذلك الزبد { أَوْ مَتَاعٍ } أي وابتغاء متاع ما يستمتع به { زَبَدٌ مِّثْلُهُ } أي مثل زبد الماء والذي يوقد عليه ابتغاء متاع هو الحديد والنحاس والرصاص إذا صفي ذلك أيضا فخلص خالصه وعلا خبثه وهو زبده { فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ } زبد الماء وزبد الحلي وزبد الحديد والنحاس والرصاص { فَيَذْهَبُ جُفَآءً } يعني لا ينتفع به فهذا مثل عمل الكافر لا ينتفع به في الآخرة { وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي ٱلأَرْضِ } فينتفع بالماء ينبت عليه الزرع والمرعى وينتفع بذلك الحلي والمتاع فهذا مثل عمل المؤمن يبقى ثوابه في الآخرة.

قال محمد { جُفَآءً } في اللغة هو ما رمى به الوادي إلى جنباته يقال جفأ الوادي غثاءه وجفأت الرجل إذا صرعته وموضع { جُفَآءً } نصب على الحال ومعنى { يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ } يصفها ويبينها.

قوله تعالى { لِلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ } آمنوا { ٱلْحُسْنَىٰ } قال قتادة يعني الجنة { وَٱلَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ } يعني الكفار { لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ سُوۤءُ ٱلْحِسَابِ } شدته { وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ } منزلهم جهنم { وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } القرار.