الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لَهُ دَعْوَةُ ٱلْحَقِّ وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى ٱلْمَآءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَآءُ ٱلْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ } * { وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ } * { قُلْ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ قُلِ ٱللَّهُ قُلْ أَفَٱتَّخَذْتُمْ مِّن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ لاَ يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي ٱلظُّلُمَاتُ وَٱلنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَآءَ خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ ٱلْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ ٱللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ ٱلْوَاحِدُ ٱلْقَهَّارُ }

{ لَهُ دَعْوَةُ ٱلْحَقِّ } هي لا إله إلا الله { وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ } يعني الأوثان { لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى ٱلْمَآءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ } هذا مثل الذي يعبد الأوثان رجاء الخير في عبادتها هو كالذي يرفع بيده الإناء إلى فيه يرجو به الحياة فمات قبل أن يصل إلى فيه فكذلك المشركون حيث رجوا منفعة آلهتهم ضلت عنهم { وَمَا دُعَآءُ ٱلْكَافِرِينَ } آلهتهم { إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ }.

{ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ.... } الآية تفسير الحسن قال ولله يسجد من في السموات ثم انقطع الكلام فقال والأرض أي ومن في الأرض { طَوْعاً وَكَرْهاً } أي طائعا وكارها قال الحسن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله: " لا يجعل الله من دخل في الإسلام طوعا كمن دخله كرها ".

قال الحسن وليس يدخل في الكره من ولد في الإسلام.

{ وَظِلالُهُم بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ } الآصال العشي تفسير السدي إذا سجد الأشياء سجد ظله معه.

{ قُلْ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ قُلِ ٱللَّهُ } فإذا أقروا بذلك فقل { أَفَٱتَّخَذْتُمْ مِّن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ } يعني أوثانهم { لاَ يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً } وهذا استفهام على معرفة أي قد فعلتم.

{ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ } وهذا مثل الكافر والمؤمن الكافر أعمى عن الهدى والمؤمن أبصر الإيمان { أَمْ هَلْ تَسْتَوِي ٱلظُّلُمَاتُ وَٱلنُّورُ } على الاستفهام أي أن ذلك لا يستوي.

{ أَمْ جَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَآءَ خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ ٱلْخَلْقُ عَلَيْهِمْ } تفسير الحسن يقول هل يدعون أن تلك الأوثان خلقت مع الله شيئا فلم يدروا أي الخالقين يعبدون هل رأوا ذلك وهل يستطيعون أن يحتجوا به على الله يوم القيامة أي أنهم لا يدعون ذلك وأنهم يقرون أن الله خلق كل شيء فكيف عبدوا هذه الأوثان من دون الله ثم قال الله { قُلِ ٱللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ ٱلْوَاحِدُ ٱلْقَهَّارُ }.