الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمُ ٱلْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِىءُ ٱلسَّحَابَ ٱلثِّقَالَ } * { وَيُسَبِّحُ ٱلرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَٱلْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ ٱلصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَآءُ وَهُمْ يُجَٰدِلُونَ فِي ٱللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ ٱلْمِحَالِ }

{ يُرِيكُمُ ٱلْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً } قال قتادة خوفا للمسافر يخاف أذاه ومعرته وطمعا للمقيم يرجو بركته ويطمع فيه رزق الله والبرق ضوء خلقه الله علما للمطر في تفسير الحسن { وَيُنْشِىءُ ٱلسَّحَابَ ٱلثِّقَالَ } قال مجاهد هي التي فيها الماء { وَيُسَبِّحُ ٱلرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَٱلْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ } أي والملائكة يسبحون أيضا بحمده من خيفته.

قال الكلبي هو ملك اسمه الرعد والصوت الذي يسمع تسبيحه يؤلف به السحاب بعضه إلى بعض ثم يسوقه حيث أمر.

قال يحيى وسمعت بعضهم يقول البرق لمحة يلمحها إلى الأرض الملك الذي يزجر السحاب { وَيُرْسِلُ ٱلصَّوَاعِقَ } وهي نار تقع من السحاب في تفسير السدي.

قال يحيى وقال بعضهم إن الملك يزجر السحاب بسوط من نار فربما انقطع السوط فهو الصاعقة.

{ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَآءُ } قال عبد الله بن أبي زكريا بلغني أنه من سمع الرعد فقال سبحان ربي وبحمده لم تصبه صاعقة.

{ وَهُمْ يُجَٰدِلُونَ فِي ٱللَّهِ } يعني المشركين يجادلون نبي الله أي يخاصمونه في عبادتهم الأوثان دون الله { وَهُوَ شَدِيدُ ٱلْمِحَالِ } قال مجاهد يعني القوة.

قال محمد يقال ما حلته محالا إذا قاويته حتى يتبين لك أيكما أشد وقد قيل المحال الحيلة ومن هذا قول ذي الرمة:
ولبس بين أقوام وكل أعد   له الشغارب والمحالا
يعني الكيد والمكر.