الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ وَمَا تَغِيضُ ٱلأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ } * { عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ ٱلْكَبِيرُ ٱلْمُتَعَالِ } * { سَوَآءٌ مِّنْكُمْ مَّنْ أَسَرَّ ٱلْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِٱلَّيلِ وَسَارِبٌ بِٱلنَّهَارِ } * { لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوْمٍ سُوۤءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ }

{ ٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ } من ذكر أو أنثى { وَمَا تَغِيضُ ٱلأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ } تفسير الحسن قال الغيضوضة أن تلد لأقل من تسعة أشهر { وَمَا تَزْدَادُ } يعني أن تلد لأكثر من تسعة أشهر الغيضوضة النقصان.

{ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ } أي بقدر { عَالِمُ ٱلْغَيْبِ } السر { وَٱلشَّهَادَةِ } العلانية { ٱلْكَبِيرُ } يعني العظيم { ٱلْمُتَعَالِ } عما قال المشركون { سَوَآءٌ مِّنْكُمْ مَّنْ أَسَرَّ ٱلْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ } يقول ذلك عند الله سواء سره وعلانيته { وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِٱلَّيلِ } أي يظله الليل { وَسَارِبٌ بِٱلنَّهَارِ } أي ظاهر يقول ذلك ل كله عند الله سواء.

قال محمد قيل { وَسَارِبٌ } معناه ظاهر وأنشد بعضهم لشاعر يخاطب امرأة:
أنى سريت وكنت غير سروب   وتقرب الأحلام غير قريب
يقول لم تكوني ممن يبرز ويظهر للناس فكيف تخطيت البعد إلينا في سراك وقيل معنى { وَسَارِبٌ } ذاهب في حوائجه ومن هذا قول القائل:
أرى كل قوم قاربوا قيد فحلهم   ونحن خلعنا قيده فهو سارب
أي ذاهب.

{ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ } لهذا المستخفي وهذا السارب معقبات ملائكة { مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ } أي بأمر الله قال الحسن هم أربعة أملاك ملكان بالليل وملكان بالنهار.

قال محمد معنى { مُعَقِّبَاتٌ } أن يأتي بعضهم بعقب بعض وشددت لتكثير الفعل.

{ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } المعنى أن الله إذا بعث إلى قوم رسولا فكذبوه أهلكهم الله { وَإِذَا أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوْمٍ سُوۤءًا } يعني عذابا { فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ } يمنعهم من عذاب الله.

قال محمد { وَالٍ } أي ولي يتولاهم دون الله.