الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ } * { إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { ٱقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ ٱطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ } * { قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ ٱلسَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ } * { قَالُواْ يَٰأَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَىٰ يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ } * { أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } * { قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِيۤ أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ ٱلذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ } * { قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّآ إِذَاً لَّخَاسِرُونَ } * { فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُوۤاْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَـٰذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } * { وَجَآءُوۤا أَبَاهُمْ عِشَآءً يَبْكُونَ } * { قَالُواْ يَٰأَبَانَآ إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ وَمَآ أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ }

{ لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ } أي عبرة لمن كان سائلا عن حديثهم { إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ } جماعة { إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } أي من الرأي ليس يعنون ضلالة في الدين { مُّبِينٍ } بين { ٱقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ ٱطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ } ولم يكونوا يوم قالوا هذه المقالة أنبياء { وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ } يعنون تصلح منزلتكم عندأبيكم في تفسير الحسن.

وقال غيره يعنون تتوبون من بعد قتله { قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ } هو روبيل في تفسير قتادة { لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ } أي بعض نواحيها.

قال محمد كل شيء غيب عنك شيئا فهو غيابة وكذلك قرأ يحيى غيابة الجب.

{ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ ٱلسَّيَّارَةِ } أي بعض من يمر في الطريق { أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ } قال محمد قرأه أهل المدينة { يَرْتَعْ } بالياء وكسر العين { وَيَلْعَبْ } بالياء أيضا المعنى كأنهم قالوا يرعى ماشيته ويلعب في جمع السعة والسرور.

{ قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّآ إِذَاً لَّخَاسِرُونَ } قال محمد يقال العصبة من العشرة إلى الأربعين.

{ فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُوۤاْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ } أي افقوا وألقوه في الجب { وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَـٰذَا } قال قتادة أتاه وحي الله وهو في البئر بما يريدون أن يفعلوا به { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } بما أطلع الله عليه يوسف من أمرهم.

{ وَجَآءُوۤا أَبَاهُمْ عِشَآءً يَبْكُونَ } قال محمد عشاء منصوب على الظرف.

{ وَمَآ أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا } بمصدق لنا { وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ } أي ولو صدقناك.

قال محمد قيل المعنى ل ولو كنا عندك من أهل الثقة والصدق لاتهمتنا في يوسف لمحبتك فيه وظننت أنا قد كذبناك.