الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىۤ إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّيۤ أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ ٱلسِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا ٱلْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ } * { قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِمْ مَّاذَا تَفْقِدُونَ } * { قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ ٱلْمَلِكِ وَلِمَن جَآءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ } * { قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ } * { قَالُواْ فَمَا جَزَآؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ } * { قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلظَّالِمِينَ } * { فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَآءِ أَخِيهِ ثُمَّ ٱسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَآءِ أَخِيهِ كَذٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ ٱلْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَآءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ } * { قَالُوۤاْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ }

{ آوَىۤ إِلَيْهِ أَخَاهُ } أي ضمه { فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } قال الحسن يقول لا تغتم بما كان من أمرك { فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ } يعني الميرة ووفى لهم الكيل { جَعَلَ ٱلسِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ } والسقاية إناء الملك الذي كان يسقى فيه وهو الصواع وخرج إخوة يوسف وأخوهم معهم وساروا { ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ } نادى مناد.

{ أَيَّتُهَا ٱلْعِيرُ } يعني أهل العير { إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ }.

{ وَلِمَن جَآءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ } من الطعام { وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ } كفيل.

{ قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ } أي يؤخذ به عبدا وكذلك كان الحكم به عندهم أن يؤخذ بسرقته عبدا يستخدم على قدر سرقته وكان قضاء أهل مصر أن يغرم السارق ضعفي ما أخذ ثم يرسل فقضوا على أنفسهم بقضاء أرضهم مما صنع الله ليوسف فذاك قوله { كَذٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ } أي صنعنا له { مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ ٱلْمَلِكِ } أي على قضاء ملك مصر القضاء إليه { إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ }.

قال محمد قيل يعني إلا بعلة كادها الله له ل اعتل بها يوسف.

{ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ } قال الحسن أجل والله لفوق كل ذي علم عليم حتى ينتهي العلم إلى الذي جاء به وهو الله وكل شيء فعله يوسف من أمر أخيه إنما هو شيء قبله عن الله.

{ قَالُوۤاْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ } يعنون يوسف وكان جده أبو أمه يعبد الأوثان فقالت له أمه يا يوسف اذهب فخذ القفة التي فيها أوثان أبي ففعل وجاء بها إلى أمه فتلك سرقته التي أرادوا { فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً } ممن قلتم له هذا قال قتادة هذه الكلمة { أَنْتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً } هي التي أسر في نفسه ولم يبدها لهم وهذا من مقاديم الكلام { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ } أي إنه كذب.