الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَدَخَلَ مَعَهُ ٱلسِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَآ إِنِّيۤ أَرَانِيۤ أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ ٱلآخَرُ إِنِّي أَرَانِيۤ أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ ٱلطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ } * { قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّيۤ إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ } * { وَٱتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـيۤ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَآ أَن نُّشْرِكَ بِٱللَّهِ مِن شَيْءٍ ذٰلِكَ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ } * { يٰصَاحِبَيِ ٱلسِّجْنِ ءَأَرْبَابٌ مُّتَّفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ ٱللَّهُ ٱلْوَاحِدُ ٱلْقَهَّارُ } * { مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَآءً سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمْ مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } * { يٰصَاحِبَيِ ٱلسِّجْنِ أَمَّآ أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا ٱلآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ ٱلطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ ٱلأَمْرُ ٱلَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ } * { وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا ٱذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ ٱلشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي ٱلسِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ }

{ وَدَخَلَ مَعَهُ ٱلسِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَآ إِنِّيۤ أَرَانِيۤ أَعْصِرُ خَمْراً } وهي في قراءة ابن مسعود أعصر عنبا.

{ وَقَالَ ٱلآخَرُ إِنِّي أَرَانِيۤ أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً } وهي في قراءة ابن مسعود ثريدا أي قصعة من ثريد.

{ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ } قال قتادة كان إحسانه فيما بلغنا أنه كان يداوي جرحاهم ويعزي حزينهم ورأوا منه إحسانا فأحبوه على فعله وكان الذي قال إني أراني أعصر خمرا ساقي الملك على شرابه وكان الذي قال إني أراني أحمل فوق رأس خبزا خباز الملك على طعامه.

{ قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ } أي بمجيئه { قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا } أي من قبل أن يأتيكما { ذٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّيۤ } أي بما يطلعني الله عليه { ذٰلِكَ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ عَلَيْنَا } يعني النبوة التي أعطاهم { وَعَلَى ٱلنَّاسِ } أي وفضله على الناس يعني الإسلام { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ } لا يؤمنون { يٰصَاحِبَيِ ٱلسِّجْنِ } يعني الفتيين اللذين سجنوا معه { ءَأَرْبَابٌ مُّتَّفَرِّقُونَ } يعني الأوثان التي تعبدون من دون الله من صغير وكبير ووسط { خَيْرٌ أَمِ ٱللَّهُ } أي أن الله خير منهم { مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ } من حجة { يٰصَاحِبَيِ ٱلسِّجْنِ أَمَّآ أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا ٱلآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ ٱلطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ } قال لساقي الملك أما أنت فترد على عملك وقال للخبار وأما أنت فتصلب فتأكل الطير من رأسك.

قال الكلبي لما عبر لهما الرؤيا قال الخباز يا يوسف لم أر شيئا قال { رَّأْسِهِ قُضِيَ ٱلأَمْرُ ٱلَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ } أي كالذي قلته كذلك يقضى لكما.

{ وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا ٱذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ } أي اذكر أمري عند سيدك يعني الملك { فَأَنْسَاهُ ٱلشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ } يعني يوسف حين رغب إلى الساقي أن يذكره عند الملك وذلك بعد ما لبث في السجن خمس سنين يتضرع إلى الله ويدعوه { فَلَبِثَ فِي ٱلسِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ } قال قتادة لبث في السجن بعد قوله { ٱذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ } سبع سنين عقوبة لقوله ذلك.