الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { وَرَاوَدَتْهُ ٱلَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ ٱلأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِ إِنَّهُ رَبِّيۤ أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّالِمُونَ } * { وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلاۤ أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ ٱلسُّوۤءَ وَٱلْفَحْشَآءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُخْلَصِينَ } * { وَٱسْتَبَقَا ٱلْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى ٱلْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَآءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوۤءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَآ إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ } * { وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ } * { فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ } * { يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَا وَٱسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ ٱلْخَاطِئِينَ }

{ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ } يقال بلغ عشرين سنة { آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً } يعني الرسالة { وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ } أي هلم لك وتقرأ هيت لك بفتح الهاء وتسكين الياء قال محمد يقال هيت فلان بفلان إذا صاح به.

قال الشاعر:
قد رابني أن الكرى أسكتا   لو كان معنيا بها لهيتا
قوله { قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِ إِنَّهُ رَبِّيۤ } أي سيدي يعني العزيز { أَحْسَنَ مَثْوَايَ } أي أكرم منزلتي.

قال أبو عبد الله الشامي أول ما قالت له يا يوسف ما أحسن شعرك قال أما إنه أول شيء يبلى مني.

{ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ } يعني ما أرادته حين اضطجعت له { وَهَمَّ بِهَا } يعني حل سراويله { لَوْلاۤ أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ } قال مجاهد مثل له يعقوب فاستحيى منه فصرف الله عنه وأذهب كل شهوة كانت في مفاصله.

قال الله { كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ ٱلسُّوۤءَ وَٱلْفَحْشَآءَ } الآية فولى هاربا واتبعته { وَٱسْتَبَقَا ٱلْبَابَ } فسبقها إليه ليخرج { وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ } أي شقته من خلفه { وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا } أي زوجها { لَدَى ٱلْبَابِ } عند الباب.

{ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَآ } قال قتادة رجل حكيم كان من أهلها قال القميص يقضي بينهما إن كان قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين.

{ فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ } ثم قال ليوسف { يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَا } أي لا تذكره احبسه وقال لها { وَٱسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ } من زوجك واستعفيه ألا يعاقبك { إِنَّكِ كُنتِ مِنَ ٱلْخَاطِئِينَ } يعني الخطيئة.

قال محمد يقال خطئ الرجل يخطأ خطئا إذا تعمد الذنب فهو خاطئ والخطيئة منه أخطأ يخطئ إذا لم يتعمد والاسم منه الخطأ.