الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِيۤ إِلَيْهِمْ مِّنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ ٱلآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ ٱتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } * { حَتَّىٰ إِذَا ٱسْتَيْأَسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَآءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَآءُ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْمُجْرِمِينَ } * { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }

{ قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ } أي ملتي { أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ } على يقين { وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ } أمره أن ينزه الله عما قال المشركون.

{ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِيۤ إِلَيْهِمْ مِّنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ } قال الحسن لم يبعث الله نبيا من أهل البادية ولا من النساء ولا من الجن.

{ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } يقول قد ساروا في الأرض فرأوا آثار الذين أهلكهم الله من الأمم السالفة حين كذبوا رسلهم كان عاقبتهم أن دمر الله عليهم ثم صيرهم إلى النار يحذرهم أن ينزل بهم ما نزل بالقرون من قبلهم { وَلَدَارُ ٱلآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ ٱتَّقَواْ } خير لهم.

{ حَتَّىٰ إِذَا ٱسْتَيْأَسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ } كان الحسن يقرؤها بالتثقيل كذبوا وتفسيرها حتى إذا استيئس الرسل أي يئس الرسل أن يجيبهم قومهم لشيء قد علموه من قبل الله وظنوا أي علموا يعني الرسل أنهم قد كذبوا التكذيب الذي لا يؤمن القوم بعده أبدا استفتحوا على قومهم بالدعاء عليهم فاستجاب لهم فأهلكهم.

وكان ابن عباس يقرؤها كذبوا خفيفة وتفسيرها حتى إذا استيئس الرسل من قومهم أن يؤمنوا وظن قومهم أن الرسل قد كذبوا { جَآءَهُمْ نَصْرُنَا } عذابنا.

{ فَنُجِّيَ مَن نَّشَآءُ } يعني النبي والمؤمنين { وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا } عذابنا { عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْمُجْرِمِينَ } المشركين.

{ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ } يعني يوسف وإخوته { عِبْرَةٌ } معتبر { لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } العقول وهم المؤمنون.

{ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَىٰ } أي يختلق ويصنع هذا جواب لقول المشركين ل إن هذا إلا إفك افتراه أي كذب اختلقه محمد.

{ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ } من التوراة والإنجيل { وَتَفْصِيلَ } أي تبيين { كُلِّ شَيْءٍ } من الحلال والحرام والأحكام.

قال محمد من قرأ { تَصْدِيقَ } بالنصب فعلى معنى ما كان حديثا يفترى ولكن كان تصديق الذي بين يديه { وَهُدًى وَرَحْمَةً } يعني القرآن { لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } يصدقون.