الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالُواْ يٰشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَآ أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ } * { قَالَ يٰقَوْمِ أَرَهْطِيۤ أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَٱتَّخَذْتُمُوهُ وَرَآءَكُمْ ظِهْرِيّاً إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } * { وَيٰقَوْمِ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَٰمِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَٰذِبٌ وَٱرْتَقِبُوۤاْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ } * { وَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ } * { كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَآ أَلاَ بُعْداً لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ }

{ قَالُواْ يٰشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ } أي إنا لا نقبل وقد فهموه وقامت عليهم به الحجة { وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً } قال سفيان كان أعمى { وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ } بالحجارة { وَمَآ أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ } بعظيم وكان من أشرافهم.

{ قَالَ يٰقَوْمِ أَرَهْطِيۤ أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَٱتَّخَذْتُمُوهُ وَرَآءَكُمْ ظِهْرِيّاً } قال قتادة يقول أعززتم قومكم وأظهرتم بربكم.

قال يحيى أراه يعني جعلتموه منكم بظهر قال محمد يقال ظهرت بحاجة فلان إذا نبذتها ولم تعبأ بها ومنه قول الفرزدق
تميم بن زيد لا تكونن حاجتي   بظهر فلا يعيى علي جوابها
قوله عز وجل { إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } خبير { وَيٰقَوْمِ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ } أي على دينكم { إِنِّي عَٰمِلٌ } على ديني { سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَٰذِبٌ وَٱرْتَقِبُوۤاْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ } كقوله عز وجلفَٱنْتَظِرُوۤاْ إِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُنْتَظِرِينَ } [الأعراف: 71] يخوفهم أنهم إن ثبتوا على دينهم جاءهم العذاب { أَلاَ بُعْداً لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ }.

قال محمد المعنى أنهم قد بعدوا من رحمة الله تعالى ونصب بعدا على المصدر يقال بعد بكسر العين يبعد إذا كان بعد هلكة وبعد بضم العين يبعد بعدا إذا نأى.