الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالُواْ يٰشُعَيْبُ أَصَلَٰوتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ ءابَاؤُنَآ أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِيۤ أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأَنتَ ٱلْحَلِيمُ ٱلرَّشِيدُ } * { قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ ٱلإِصْلاَحَ مَا ٱسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِيۤ إِلاَّ بِٱللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } * { وَيٰقَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِيۤ أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَآ أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ } * { وَٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ }

{ قَالُواْ يٰشُعَيْبُ أَصَلَٰوتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ ءابَاؤُنَآ } يعنون أوثانهم قال الحسن لم يبعث الله عز وجل نبيا إلا فرض عليه الصلاة والزكاة قال محمد المعنى أدينك يأمرك وهو معنى ما ذهب إليه الحسن.

{ أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِيۤ أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ } أي أو أن نترك أن نفعل { إِنَّكَ لأَنتَ ٱلْحَلِيمُ ٱلرَّشِيدُ } أي أنك لست بالحليم الرشيد { وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً } يعني النبوة.

{ وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ } فأفعله { وَيٰقَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِيۤ } أي لا تحملنكم عداوتي { أَن يُصِيبَكُم } بكفركم بي من عذاب الله عز وجل { مِّثْلُ مَآ أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ } الآية.

قال محمد يجر منكم أصله يكسبنكم تقول جرمت كذا بمعنى كسبت وأنشد بعضهم:
طريد عشيرة ورهين ذنب بما   جرمت يدي وجنى لساني
قوله عز وجل { وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ } يقول العظة بقوم لوط قريبة منكم لأن إهلاك قوم لوط كان أقرب الإهلاكات التي عرفوها.

{ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ } لمن استغفره وتاب إليه { وَدُودٌ } محب لأهل طاعته.