الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيۤءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ } * { وَجَآءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ قَالَ يٰقَوْمِ هَـٰؤُلاۤءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللًّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ } * { قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ } * { قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِيۤ إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ } * { قَالُواْ يٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوۤاْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ ٱلْلَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ ٱلصُّبْحُ أَلَيْسَ ٱلصُّبْحُ بِقَرِيبٍ } * { فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ } * { مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ }

{ وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيۤءَ بِهِمْ } قال الحسن ساءه دخولهم لما تخوف عليهم من قومه وضاق بهم ذرعا قال الكلبي لم يدر أين ينزلهم.

قال وكان قوم لوط لا يؤون ضيفا بليل وكانوا يعترضون من مر بالطريق نهارا للفاحشة فلما جاءت الملائكة لوطا حين أمسوا كرههم ولم يستطع دفعهم فقال { هَـٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ } شديد { وَجَآءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ } أي يسرعون.

قال محمد يقال أهرع الرجل أي أسرع على لفظ ما لم يسم فاعله { وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ } يعني يأتون الرجال في أدبارهم وكان لا يفعل ذلك بعضهم ببعض إنما كانوا يفعلونه بالغرباء { قَالَ يٰقَوْمِ هَـٰؤُلاۤءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ } أحل لكم من الرجال قال قتادة أمرهم أن يتزوجوا النساء.

قال محمد وذكر أبو عبيد عن مجاهد أنه قال كل نبي أبو أمته وإنما عنى ببناته نساء أمته.

قال أبو عبيد وهذا شبيه بما يروى عن قراءة أبي بن كعب النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم.

{ فَاتَّقُواْ اللًّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي } الضيف يقال للواحد وللإثنين ولأكثر من ذلك { أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ }.

{ قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ } من حاجة { وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ } أي إنا نريد أضيافك دون بناتك { قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِيۤ إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ } قال قتادة يعني إلى عشيرة قوية ل فدافعوه الباب وقالت الملائكة { قَالُواْ يٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوۤاْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ ٱلْلَّيْلِ } أي سر بهم في ظلمة من الليل { وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمْ } فقال لا بل أهلكوهم الساعة فقالوا { إِنَّ مَوْعِدَهُمُ ٱلصُّبْحُ أَلَيْسَ ٱلصُّبْحُ بِقَرِيبٍ } فطمس جبريل عليه السلام أعينهم بأحد جناحيه فبقوا ليلتهم لا يبصرون { فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا } قال فلما كان في السحر خرج لوط وأهله ورفع جبريل عليه السلام أرضهم بجناحه الآخر حتى بلغ بها السماء الدنيا حتى سمعت الملائكة نباح كلابهم وأصوات دجاجهم فقلبها عليهم وكان قد عهد إلى لوط ألا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك فلما سمعت العجوز عجوز السوء الهدة التفتت فأصابها ما أصاب قومها ثم اتبعت الحجارة من كان خارجا من مدائنهم قال قتادة كانت ثلاثا.

قال الحسن فلم يبعث الله سبحانه بعد لوط نبيا إلا في عز من قومه وكانت امرأة لوط منافقة تظهر الإسلام وقلبها على الكفر.

{ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ } قال قتادة من طين { مَّنْضُودٍ } أي بعضه على بعض { مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ } قال الحسن عليها سيما أنها ليست من حجارة الدنيا وأنها من حجارة العذاب.

قال وتلك السيما على الحجر منها مثل الخاتم { وَمَا هِيَ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ } يقول وما هي من ظالمي أمتك يا محمد ببعيد أن يحصبهم بها.

يحيى عن همام بن يحيى عن القاسم بن عبد الواحد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أكثر ما أتخوف على أمتي عمل قوم لوط ".