الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَقَالَ ٱرْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ ٱللَّهِ مَجْريٰهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَٱلْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ٱبْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يٰبُنَيَّ ٱرْكَبَ مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ ٱلْكَافِرِينَ } * { قَالَ سَآوِيۤ إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ ٱلْمَآءِ قَالَ لاَ عَاصِمَ ٱلْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا ٱلْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ ٱلْمُغْرَقِينَ } * { وَقِيلَ يٰأَرْضُ ٱبْلَعِي مَآءَكِ وَيٰسَمَآءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ ٱلْمَآءُ وَقُضِيَ ٱلأَمْرُ وَٱسْتَوَتْ عَلَى ٱلْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ٱبْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ ٱلْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ ٱلْحَاكِمِينَ }

{ وَقَالَ ٱرْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ ٱللَّهِ مَجْريٰهَا وَمُرْسَاهَا } قال قتادة قد بين الله عز وجل كل ما تقولون إذا ركبتم في البر وإذا ركبتم في البحر إذا ركبتم في البر قلتمسُبْحَانَ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ } [الزخرف: 13] وإذا ركبتم في البحر قلتم { بِسْمِ ٱللَّهِ مَجْريٰهَا وَمُرْسَاهَا }.

قال محمد من قرأ { بِسْمِ ٱللَّهِ مَجْريٰهَا وَمُرْسَاهَا } بضم الميمين جميعا فمعنى ذلك بالله إجراؤها وبالله إرساؤها يقال جرت السفينة وأجريتها أنا مجرى وإجراء في معنى واحد ورست وأرسيتها مرسى وإرساء.

{ قَالَ لاَ عَاصِمَ ٱلْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ } يعني الذين كانوا في السفينة.

قال محمد { لاَ عَاصِمَ } في معنى لا معصوم كما قالوا ماء دافق بمعنى مدفوق.

{ وَغِيضَ ٱلْمَآءُ } أي نقص قال محمد يقال غاض الماء يغيض إذا غاب في الأرض.

وقرأ بعضهم غيض الماء بإشمام الضم في الغين ومن قرأ بهذا أراد الأصل فعل ومن كسر فللياء التي بعد فاء الفعل.

{ وَقُضِيَ ٱلأَمْرُ } فرغ منه يعني هلاك قوم نوح { وَٱسْتَوَتْ عَلَى ٱلْجُودِيِّ } جبل بالجزيرة.

قال قتادة وبلغني أن السفينة لما أرادت أن تقف تطاولت لها الجبال كل جبل منها يحب أن تقف عليه وتواضع الجودى فجاءت حتى وقفت عليه وأبقاها الله عز وجل عبرة وآية حتى نظر إليها أوائل هذه الأمة بلغني أنها استقلت بهم في عشر خلون من رجب وكانت في الماء خمسين ومائة يوما واستقرت بهم على الجودي شهرا وأهبطوا إلى الأرض في عشر خلون من المحرم.

قال قتادة وذكر لنا أن نوحا عليه السلام بعث الغراب لينظر إلى الماء فوجد جيفة فوقع عليها فبعث إليه الحمامة فأتته بورق زيتون فأعطيت الطوق الذي في عنقها وخضاب رجليها.