الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ ٱلخِزْيِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ } * { وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي ٱلأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ }

{ فَلَوْلاَ } فهلا { كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا } تفسير قتادة يقولون لم يكن هذا في الأمم لم ينفع قرية كفرت ثم آمنت حين عاينت عذاب الله عز وجل { إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ ٱلخِزْيِ } قال قتادة وذكر لنا أن قوم يونس كانوا بموضع من أرض الموصل فلما فقدوا نبيهم قذف الله عز وجل في قلوبهم التوبة فلبسوا المسوح وفرقوا بين كل بهيمة وولدها فعجوا إلى الله أربعين ليلة فلما عرف الله عز وجل الصدق من قلوبهم والتوبة والندامة منهم على ما مضى كشف عنهم العذاب بعد ما نزل عليهم.

قال يحيى بلغني أنه كان بينهم وبين العذاب أربعة أميال.

وقوله { وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ } يعني إلى الموت بغير عذاب.

{ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } أي لا تستطيع فعل ذلك إنما يؤمن من يريد الله عز وجل أن يؤمن.