الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمِنهُمْ مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي ٱلْعُمْيَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ } * { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ ٱلنَّاسَ شَيْئاً وَلَـٰكِنَّ ٱلنَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } * { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ ٱلنَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ } * { وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ ٱللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ } * { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } * { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } * { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً أَوْ نَهَاراً مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ ٱلْمُجْرِمُونَ } * { أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ الآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } * { ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ }

{ وَمِنهُمْ مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ } أي يقبل عليك بالنظر { أَفَأَنْتَ تَهْدِي ٱلْعُمْيَ } يعني عمى القلب { وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ } كقولهإِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } [القصص: 56] ويوم { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُوۤاْ } أي في الدنيا { إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ ٱلنَّهَارِ } في طول ما هم لابثون في النار { يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ } أي يعرف بعضهم بعضا قال الحسن ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثة مواطن لا يسأل فيها أحد أحدا إذا وضعت الموازين حتى يعلم أيثقل ميزانه أم يخف وإذا تطايرت الكتب حتى يعلم أيأخذ كتابه بيمينه أم بشماله وعند الصراط حتى يعلم أيجوز الصراط أم لا يجوز ".

{ وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ } من العذاب في الدنيا { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ } فيكون بعد وفاتك { فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ }.

{ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْقِسْطِ } بالعدل فإذا جاء رسولهم يعني يوم القيامة هو كقولهوَجِـيءَ بِٱلنَّبِيِّيْنَ } [الزمر: 69].

{ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } يقوله المشركون لما كان يعدهم به النبي صلى الله عليه وسلم من عذاب الله عز وجل إن لم يؤمنوا فكانوا يستعجلونه بالعذاب استهزاء وتكذيبا.

{ قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً } يخبرهم أن الذي يستعجلون به من العذاب ليس في يديه.

{ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً } عن عذاب الله إذا نزل بهم { وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } العذاب قبل أجله.

{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً } يعني ليلا { أَوْ نَهَاراً مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ ٱلْمُجْرِمُونَ }.

قال محمد { أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ } منصوب على الوقت وقوله { مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ } المعنى أي شيء وقد يجيء بمعنى ما الذي يستعجل.

{ أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ } قال السدي يعني حتى إذا ما نزل العذاب { آمَنْتُمْ بِهِ الآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } أي يقال لهم إذا آمنوا عند نزول العذاب الآن تؤمنون حين لا ينفعكم الإيمان.