{ وَمَا كَانَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ } يقول لم يكن أحد يستطيع أن يفتريه فيأتي يه من قبل نفسه { وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ } من التوراة والإنجيل { وَتَفْصِيلَ ٱلْكِتَابِ } من الحلال والحرام والأحكام والوعد والوعيد { لاَ رَيْبَ فِيهِ } لا شك فيه. قال محمد قوله { أَن يُفْتَرَىٰ } أي لأن يفترى يعني يختلق ومن قرأ تصديق هو تصديق ومن نصب فالمعنى ولكن كان تصديق الذي بين يديه. { أَمْ يَقُولُونَ } أي أن محمدا افترى القرآن على الاستفهام أي قد قالوه قال الله عز وجل يا محمد { قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ } مثل هذا القرآن { وَٱدْعُواْ } يعني استعينوا { مَنِ ٱسْتَطَعْتُمْ } أي من أطاعكم { مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } أي لستم بصادقين ولا تأتون بسورة مثله. { بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ } أي لم يكن لهم علم بما كذبوا { وَلَمَّا } أي ولم يأتهم { تَأْوِيلُهُ } يعني الجزاء به ولو قد أتاهم تأويله لآمنوا به حيث لا ينفعهم الإيمان { كَذَلِكَ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلظَّالِمِينَ } كان عاقبتهم أن أهلكهم الله عز وجل بتكذيبهم رسلهم ثم صيرهم إلى النار. { وَمِنهُمْ مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ } أي ومن المشركين من سيؤمن بالقرآن ومنهم من لا يؤمن به { وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِٱلْمُفْسِدِينَ }. { فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ } أي ليس عليكم من عملي شيء وليس لي من عملكم شيء { وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ } يعني جماعة يستمعون { أَفَأَنتَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ } وهذا سمع القبول.