{ وَإِذَآ أَذَقْنَا ٱلنَّاسَ } يعني المشركين { رَحْمَةً } عافية { مِّن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُمْ } يعني من بعد مرض أو شدة أصابتهم { إِذَا لَهُمْ مَّكْرٌ فِيۤ آيَاتِنَا } قال الحسن يعني جحودا وتكذيبا لديننا { قُلِ ٱللَّهُ أَسْرَعُ مَكْراً } قال الحسن يعني عذابا { إِنَّ رُسُلَنَا } يعني الحفظة { يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ } يعني المشركين. { هُوَ ٱلَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي ٱلْفُلْكِ } في السفن يقول هذا للمشركين ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم { وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَآءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ } أي شديدة الآية. قوله عز وجل { وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ } أي أنهم مغرقون { دَعَوُاْ ٱللَّهَ.... } الآية { فَلَمَّآ أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } أي يكفرون ويعملون بالمعاصي. قال محمد أصل البغي الترامي في الفساد ومنه يقال بغى الجرح إذا ترامى إلى فساد وبغت المرأة إذا فجرت. { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ } يعني المشركين { إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ } يعني ضرا عليكم لأنهم يثابون عليه النار { مَّتَاعَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } يقول إنما بغيكم وكفركم في الدنيا ثم ينقطع فترجعون إلى الله سبحانه. قال محمد الرفع في قوله { مَّتَاعَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } جائز على معنى أن يكون خبرا لقوله { بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ } المعنى أن الذي تنالونه بهذا الفساد والبغي إنما تتمتعون به في الدنيا.