الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذَآ أَذَقْنَا ٱلنَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَّكْرٌ فِيۤ آيَاتِنَا قُلِ ٱللَّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ } * { هُوَ ٱلَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي ٱلْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَآءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَآءَهُمُ ٱلْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّاكِرِينَ } * { فَلَمَّآ أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ مَّتَاعَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }

{ وَإِذَآ أَذَقْنَا ٱلنَّاسَ } يعني المشركين { رَحْمَةً } عافية { مِّن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُمْ } يعني من بعد مرض أو شدة أصابتهم { إِذَا لَهُمْ مَّكْرٌ فِيۤ آيَاتِنَا } قال الحسن يعني جحودا وتكذيبا لديننا { قُلِ ٱللَّهُ أَسْرَعُ مَكْراً } قال الحسن يعني عذابا { إِنَّ رُسُلَنَا } يعني الحفظة { يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ } يعني المشركين.

{ هُوَ ٱلَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي ٱلْفُلْكِ } في السفن يقول هذا للمشركين ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم { وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَآءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ } أي شديدة الآية.

قوله عز وجل { وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ } أي أنهم مغرقون { دَعَوُاْ ٱللَّهَ.... } الآية { فَلَمَّآ أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } أي يكفرون ويعملون بالمعاصي.

قال محمد أصل البغي الترامي في الفساد ومنه يقال بغى الجرح إذا ترامى إلى فساد وبغت المرأة إذا فجرت.

{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ } يعني المشركين { إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ } يعني ضرا عليكم لأنهم يثابون عليه النار { مَّتَاعَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } يقول إنما بغيكم وكفركم في الدنيا ثم ينقطع فترجعون إلى الله سبحانه.

قال محمد الرفع في قوله { مَّتَاعَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } جائز على معنى أن يكون خبرا لقوله { بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ } المعنى أن الذي تنالونه بهذا الفساد والبغي إنما تتمتعون به في الدنيا.