الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير المنار / محمد رشيد بن علي رضا (ت 1354هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَاقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَآءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَٱلْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ } * { وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً وَٱذْكُرُوۤاْ إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ } * { وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ بِٱلَّذِيۤ أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَآئِفَةٌ لَّمْ يْؤْمِنُواْ فَٱصْبِرُواْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ ٱللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ ٱلْحَاكِمِينَ }

قصة شعيب عليه السلام

هو من أنبياء العرب المرسلين واسمه مرتجل وقيل مصغر شعب بفتح المعجمة أو كسرها، وما قيل من حظر تصغير أسماء الأنبياء لا يدخل فيه الوضع الأول بل المراد به تصغير الاسم المعروف بما يوهم الاحتقار كأن تقول في شعيب " شعيعيب " بناء على أنه غير مصغر في الأصل، وقصد الاحتقار لا يقع من مؤمن بأنه من رسل الله عليهم السلام.

أخرج ابن عساكر من طريق إسحاق بن بشر قال أخبرني عبيد الله بن زياد بن سمعان عن بعض من قرأ الكتب قال: إن أهل التوراة يزعمون أن شعيباً اسمه في التوراة ميكائيل واسمه بالسريانية خبري بن يشخر بن لاوي بن يعقوب عليهم السلام وأخرج من طريقه عن الشرقي بن القطامي وكان نسابة عالماً بالأنساب قال هو يتروب بالعبرانية وشعيب بالعربية ابن عيفا بن يوبب بن إبراهيم عليه السلام. يوبب بوزن جعفر أوله مثناة تحتية وبعد الواو موحدتان اهـ. من الدر المنثور ولعل يشخر فيه مصحف يشجر.

وأقول أن اليهود كانوا يغشون المسلمين فيما يروون لهم من كتبهم، والذي في توراتهم أن حمي موسى كان يدعى رعوئيل كما في سفر الخروج (2: 18) وسفر العدد (10: 29) وقالوا إن " رعو " معناه صديق فمعنى رعوئيل (صديق الله) أي الصادق في عبادته، وفي (3: 1 خروج) أن اسمه يثرون بالمثلثة والنون إذ قال وكان موسى يرعى غنم يثرون حميه كاهن مدين ومثله في (4: 18 منه) وضبط في ترجمة الأميركان بكسر الياء وسكون الثاء، وفي ترجمة الجزويت " يثرو " بفتح الياء وبدون نون وفي قاموس الكتاب المقدس للدكتور بوست الأميركاني: يثرون (فضله) كاهن أو أمير مديان وهو حمو موسى (خر 3: 1) ويدعى أيضاً رعوئيل (خر 2: 18 وعد 1: 29) ويثر (حاشية خر 4: 18) ويرجح أن يثرون كان لقباً لوظيفته وأنه كان من نسل إبراهيم وقطورة (تك 25: 2) اهـ. وذكر قبل ذلك يثر وفسره بفضل كما فسر يثرون بفضله - أي فضل مضافاً إلى ضمير الغائب. ولعل مرجع الضمير إلى الله تعالى كضمير عبده علماً في زماننا ويختصرون به عبد الله.

وفي الفصل الخامس من سفر التكوين أن زوجة إبراهيم قطورة ولدت له ستة أولاد منهم مدان ومدين، وأهل الكتاب يكسرون ميم مدين وبعضهم يقول مديان، والمدينيون عرب، والعرب تفتح ميم الكلمة، وفي قاموس بوست أن معناها خصام ونقل عن بعض المؤرخين أن أرضهم كانت تمتد من خليج العقبة إلى موآب وطور سيناء. وعن آخرين أنها كانت تمتد من شبه جزيرة سيناء إلى الفرات. وقال إن الإسماعيليين كانوا من سكان مدين، ثم ذكر أن أهل مدين حسبوا مع العرب والموآبيين.

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8 9