الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير المنار / محمد رشيد بن علي رضا (ت 1354هـ) مصنف و مدقق


{ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَىۤ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا فَعِنْدَ ٱللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذٰلِكَ كُنْتُمْ مِّن قَبْلُ فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }

روى البخاري والترمذي والحاكم وغيرهم عن ابن عباس قال مر رجل من بني سليم بنفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسوق غنماً له فسلم عليهم فقالوا ما سلم علينا إلا ليتعوّذ منا فعمدوا إليه فقتلوه وأتوا بغنمه النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ } الآية. وأخرج البزار من وجه آخر عن ابن عباس قال " بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فيها المقداد فلما أتوا القوم وجدوهم قد تفرقوا وبقي رجل له مال كثير فقال أشهد أن لا إله إلا الله، فقتله المقداد. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " كيف لك بلا إله إلا الله غداً " " وأنزل الله هذه الآية. وأخرج أحمد والطبراني وغيرهما عن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة ومحلم ابن جثامة فمر بنا عامر بن الأضبط الأشجعي فسلم علينا، فحمل عليه محلم فقتله. فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرناه الخبر نزل فينا القرآن { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } الآية.

وأخرج ابن جرير من حديث ابن عمر نحوه. وروى الثعلبي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس إن اسم المقتول مرداس بن نهيك من أهل فدك وإن اسم القاتل أسامة بن زيد وإن اسم أمير السرية غالب بن فضالة الليثي، وإن قوم مرداس لما انهزموا بقي هو وحده وكان ألجأ غنمه بجبل فلما لحقوه قال لا إله إلا الله محمد رسول الله، السلام عليكم، فقتله أسامة بن زيد. فلما رجعوا نزلت الآية.

وأخرج ابن جرير من طريق السدي وعبد (كذا وهو عبد الرزاق) من طريق قتادة نحوه. وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر قال أنزلت هذه الآية... في مرداس. وهو شاهد حسن.

وأخرج ابن منده عن جزء بن الحدرجان قال وفد أخي قداد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلقيته سرية النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم إنّا مؤمن فلم يقبلوا منه وقتلوه فبلغني ذلك فخرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت... فأعطاني النبي صلى الله عليه وسلم دية أخي. انتهى من لباب النقول.

وحديث جزء إسناده مجهول كما قال الحافظ في الإصابة ولا مانع من تعدد الوقائع قبل نزول الآية لأن مثل هذا من شأنه إن يقع في مثل تلك الحال. وقد أورد الروايات ابن جرير بزيادة تفصيل والآية متصلة بما قبلها والظاهر إنها نزلت معها بعد وقوع تلك الحوادث وإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأها على أصحاب كل واقعة فيرون إنهم سبب نزولها.

السابقالتالي
2 3 4