الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير المنار / محمد رشيد بن علي رضا (ت 1354هـ) مصنف و مدقق


{ يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ ٱللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي ٱلْكَلاَلَةِ إِن ٱمْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَآ إِن لَّمْ يَكُنْ لَّهَآ وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا ٱثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا ٱلثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُوۤاْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَآءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ ٱلأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }

روى أحمد والشيخان وأصحاب السنن الأربعة وغيرهم عن جابر بن عبد الله قال: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريض لا أعقل فتوضأ، ثم صب علي، فقلت: إنه لا يرثني إلا كلالة فكيف الميراث؟ فنزلت آية الفرائض. هكذا أورده في الدر المنثور عند ذكر هذه الآية. وهي المراد من آية الفرائض هنا للتصريح بذلك في روايات أخرى عند كثيرين، منها ما رواه ابن سعد والنسائي وابن جرير والبيهقي في سننه " عن جابر قال: اشتكيت فدخل النبي صلى الله عليه وسلم عليّ فقلت يا رسول: أوصي لأخواتي بالثلث؟ قال " أحسن " قلت بالشطر؟ قال " أحسن " ثم خرج ثم دخل علي فقال " إني لا أراك تموت في وجعك هذا، إن الله أنزل وبيّن ما لأخواتك وهو الثلثان " فكان جابر يقول: نزلت هذه الآية فيّ { يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ ٱللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي ٱلْكَلاَلَةِ }.

وأخرج العدني والبزار في مسنديهما وأبو الشيخ في الفرائض بسند صحيح عن حذيفة قال: نزلت آية الكلالة على النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له فوقف النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو بحذيفة فلقاها إياه. فلما كان في خلافة عمر نظر عمر في الكلالة فدعا حذيفة فسأله عنها، فقال حذيفة: لقد لقانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيتك كما لقاني والله لا أزيدك على ذلك شيئاً أبدا. أقول ويفسر قوله " فلقيتك كما لقاني " ما رواه عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن ابن سيرين قال: نزلت { يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ ٱللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي ٱلْكَلاَلَةِ } والنبي صلى الله عليه وسلم في مسير له وإلى جنبه حذيفة بن اليمان، فبلغها النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة وبلغها حذيفة عمر بن الخطاب وهو يسير خلفه، فلما استخلف عمر سأل عنها حذيفة ورجا أن يكون عنده تفسيرها، فقال له حذيفة: والله إنك لعاجز إن ظننت إن إمارتك تحملني على إن أحدثك ما لم أحدثك يومئذٍ. فقال عمر: لم أرد هذا رحمك الله.

وقد بيّنا في الجزء الرابع من التفسير معنى الكلالة واشتباه عمر رضي الله عنه فيها، وسؤاله النبي صلى الله عليه وسلم عنها بنفسه وبواسطة بنته حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وروى ابن راهويه وابن مردويه: إن هذه الآية نزلت بسبب سؤاله عن الكلالة، فلم يفهمها فكلّف حفصة إن تسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنها عند ما تراه طيبة نفسه، وروى مالك ومسلم وابن جرير والبيهقي عن عمر قال " ما سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء أكثر ما سألته عن الكلالة، حتى طعن بأصبعه في صدري وقال " تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء "

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8 9 10  مزيد