الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير المنار / محمد رشيد بن علي رضا (ت 1354هـ) مصنف و مدقق


{ الۤمۤ } * { ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَيُّ ٱلْقَيُّومُ } * { نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ } * { مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ ٱلْفُرْقَانَ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ ذُو ٱنْتِقَامٍ } * { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ } * { هُوَ ٱلَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي ٱلأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَآءُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَاءَ ٱلْفِتْنَةِ وَٱبْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } * { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْوَهَّابُ } * { رَبَّنَآ إِنَّكَ جَامِعُ ٱلنَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ }

قوله تعالى: { الۤمۤ } هو اسم السورة على المختار، كما تقدم في أوّل سورة البقرة ويقال: قرأت الم البقرة و الم آل عمران و الم السجدة. ويقرأ بأسماء الحروف لا بمسمّياتها وتذكر ساكنة كما تذكر أسماء العدد. فتقول ألف، لام، ميم، كما تقول واحد إثنان ثلاثة وتمدّ اللام والميم وإذا وصلت به لفظ الجلالة جاز لك في الميم المدّ والقصر باتّفاق القرّاء والجمهور يصلون فيفتحون الميم ويطرحون الهمزة من لفظ الجلالة للتخفيف، وقرأ أبو جعفر والأعشى والبرجمي عن أبي بكر عن عاصم بسكون الميم وقطع الهمزة.

{ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَيُّ ٱلْقَيُّومُ } تقرير لحقيقة التوحيد الذي هو أعظم قواعد الدين وتقدّم تفسيره في أوّل آية الكرسي بالإسهاب { نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ } أي أوحى إليك هذا القرآن المكتوب بالتدريج متّصفاً بالحقّ متلبّساً به. وإنّما عبّر عن الوحي بالتنزيل وبالإنزال كما في آيات أخرى للإشعار بعلو مرتبة الموحي على الموحى إليه ويصحّ التعبير بالإنزال عن كلّ عطاء منه تعالى كما قال:وَأَنزَلْنَا ٱلْحَدِيدَ } [الحديد: 25] وأمّا التدريج فقد استفيد من صيغة التنزيل وكذلك كان فقد نزل القرآن نجوماً متفرّقة بحسب الأحوال والوقائع. ومعنى تنزيله بالحقّ أنّ فيه ما يحقّق أنّه من عند الله تعالى فلا يحتاج إلى دليل من غيره على حقّيته أو معناه أنّ كلّ ما جاء به من العقائد والأخبار والأحكام والحكم حقّ وقد يوصف الحكم بكونه حقّاً في نفسه إذا كانت المصلحة والفائدة تتحقّق به وفي أشهر التفاسير أنّ المراد بالحقّ العدل أو الصدق في الأخبار أو الحجج الدالّة على كونه من عند الله وما قلناه أعمّ وأوضح { مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } أي مبيّناً صدق ما تقدّمه من الكتب المنزلة على الأنبياء أي كونها وحياً من الله تعالى وذلك أنّه أثبت الوحي وذكر أنّه تعالى أرسل رسلاً أوحى إليهم فهذا تصديق إجمالي لأصل الوحي لا يتضمّن تصديق ما عند الأمم التي تنتمي إلى أولئك الأنبياء من الكتب بأعيانها ومسائلها. ومثاله تصديقنا لنبيّنا صلى الله عليه وسلم في جميع ما أخبر به فهو لا يستلزم تصديق كلّ ما في كتب الحديث المروية عنه بل ما ثبت منها عندنا فقط.

{ وَأَنزَلَ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ * مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ } التوراة كلمة عبرانية معناها المراد الشريعة أو الناموس، وهي تطلق عند أهل الكتاب على خمسة أسفار يقولون إنّ موسى كتبها وهي سفر التكوين وفيه الكلام عن بدء الخليقة وأخبار بعض الأنبياء وسفر الخروج وسفر اللاويين أو الأخبار وسفر العدد وسفر تثنية الإشتراع ويقال التثنية فقط. ويطلق النصارى لفظ التوراة على جميع الكتب التي يسمّونها العهد العتيق وهي كتب الأنبياء وتاريخ قضاة بني إسرائيل وملوكهم قبل المسيح ومنها ما لا يعرفون كاتبه وقد يطلقونه عليها وعلى العهد الجديد معاً وهو المعبّر عنه بالإنجيل وسيأتي تفسيره.

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8 9 10  مزيد