الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير المنار / محمد رشيد بن علي رضا (ت 1354هـ) مصنف و مدقق


{ بِسمِ ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ } * { ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { ٱلرَّحْمـٰنِ ٱلرَّحِيمِ } * { مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ } * { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } * { ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } * { صِرَاطَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلاَ ٱلضَّآلِّينَ }

لا أذكر ما قاله الأستاذ الإمام في البسملة من حيث لفظها وإعرابها، وهل هي آية أو جزء آية من الفاتحة أو ليست منها فإنّ الخلاف في ذلك مشهور وقد اختصر الأستاذ القول فيه اختصاراً وقال: إنّها على كلّ حال من القرآن فنتكلّم عليها كسائر الآيات.

وأقول الآن: أجمع المسلمون على أنّ البسملة من القرآن وأنّها جزء آية من سورة النمل. واختلفوا في مكانها من سائر السور فذهب إلى أنّها آية من كل سورة علماء السلف من أهل مكّة فقهائهم وقرّائهم ومنهم: ابن كثير، وأهل الكوفة، ومنهم: عاصم والكسائيّ من القرّاء، وبعض الصحابة والتابعين من أهل المدينة والشافعيّ في الجديد وأتباعه والثوريّ وأحمد في أحد قولَيه والإماميّة ومن المرويّ عنهم ذلك من علماء الصحابة عليّ وابن عباس وابن عمر وأبو هريرة ومن علماء التابعين سعيد ابن جبير وعطاء والزهريّ وابن المبارك وأقوى حججهم في ذلك: إجماع الصحابة ومَنْ بعدهم على إثباتها في المصحف أوّل كلّ سورة سوى سورة براءة (التوبة) مع الأمر بتجريد القرآن عن كلّ ما ليس منه؛ ولذلك لم يكتبوا (آمين) في آخر الفاتحة. وأحاديث منها ما أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أنزلت علي آنفا سورة فقرأ: { بِسمِ ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ } " وروى أبو داود بإسناد صحيح عن ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يعرف فصل السورة - وفي رواية انقضاء السورة - حتّى ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم. وأخرجه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح على شرط الشيخين. وروى الدارقطنيّ من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا قرأتم الحمد لله (أي سورة الحمد لله) فاقرؤا بسم الله الرحمن الرحيم فإنّها أمّ القرآن والسبع المثاني وبسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها " وذهب مالك وغيره من علماء المدينة والأوزاعيّ وغيره من علماء الشام وأبو عمرو ويعقوب من قرّاء البصرة إلى أنّها آية مفردة أُنزلت لبيان رؤوس السور والفصل بينها وعليه الحنفيّة. وقال حمزة من قرّاء الكوفة ورُوي عن أحمد: أنّها آية من الفاتحة دون غيرها، وثمّة أقوال أُخرى شاذّة.

هذا - وقد قال الأستاذ الإمام: القرآن إمامنا وقدوتنا فافتتاحه بهذه الكلمة إرشاد لنا بأن نفتتح أعمالنا بها فما معنى هذا؟ ليس معناه أن نفتتح أعمالنا باسم من أسماء الله تعالى بأن نذكره على سبيل التبرّك أو الاستعانة به بل أن نقول هذه العبارة: { بِسمِ ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ } فإنّها مطلوبة لذاتها.

أقول الآن: الاسم: هو اللفظ الذي يدلّ على ذات من الذوات كحجر وخشب وزيد أو معنىً من المعاني كالعلم والفرح.

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8 9 10  مزيد