الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ }

{ كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ } أي: يظفروا بكم بعد ما سبق لهم من تأكيد الإيمان والمواثيق { لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ } أي: قرابة ويميناً { وَلاَ ذِمَّةً } أي: عهداً. وهذه الجملة مردودة على الآية الأولى، أي: كيف يكون لهم عهد، وحالهم ما ذكر؟ وفيه تحريض للمؤمنين على التبرؤ منهم، لأن من كان أسير الفرصة، مترقياً لها، لا يرجى منه دوام العهد.

قال الناصر: ولما طال الكلام باستثناء الباقين على العهد، أعيدت (كيف) تطرية للذكر، وليأخذ بعض الكلام بحجزة بعض. انتهى.

ثم استأنف تعالى بيان حالهم المنافية لثباتهم على العهد بقوله: { يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ } أي: ما تتفوّه به أفواههم { وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ } أي: متمردون، لا عقيدة تزعمهم، ولا مروءة تردعهم. وتخصيص الأكثر، لما في بعض الكفرة من التفادي عن الغدر، والتعفف عما يجرّ إلى أحدوثة السوء.