الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَٰهِيمَ وَأَصْحَـٰبِ مَدْيَنَ وَٱلْمُؤْتَفِكَـٰتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِٱلْبَيِّنَـٰتِ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }

{ أَلَمْ يَأْتِهِمْ } أي: بطريق التواتر { نَبَأُ } أي: خبر { ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } وهو إهلاكهم بعد تنعيمهم لكفرهم { قَوْمِ نُوحٍ } أنعم عليهم بنعم، منها تطويل أعمارهم، ثم أهلكوا بالطوفان { وَعَادٍ } قوم هود، أنعم عليهم بنعم منها مزيد قوتهم، ثم أهلكوا بالريح { وَثَمُودَ } قوم صالح، أنعم عليهم بنعم، منها القصور، ثم أهلكوا بالرجفة { وَقَوْمِ إِبْرَٰهِيمَ } أهلكوا بالهدم - كذا في (التنوير).

وقال المهايميّ: أنعم عليهم بنعم منها عظم الملك ثم أهلك ملكهم نمرود بالبعوض الداخل في أنفه { وَأَصْحَـٰبِ مَدْيَنَ } قوم شعيب، أنعم عليهم بنعم، منها التجارة، ثم أهلكهم بإفاضة النار عليهم { وَٱلْمُؤْتَفِكَـٰتِ } قريات قوم لوط، ائتفكت بهم، أي: انقلبت بهم، فصار عاليها سافلها، وأمطروا حجارة من سجيل.

وقوله تعالى: { أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِٱلْبَيِّنَـٰتِ } استئناف لبيان نبئهم، أن جاءتهم بالآيات الدالة على رسالتهم { فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ } أي: بإهلاكه إياهم، لأنه أقام عليهم الحجة، بإرسال الرسل، وإزاحة العلل، والفاء للعطف على مقدَّر ينسحب عليه الكلام ويستدعيه النظام، أي: فكذبهم فأهلكهم الله تعالى، فما ظلمهم بذلك { وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } أي: بالكفر والتكذيب، وترك شكره تعالى، وصرفهم نعمه إلى غير ما أعطاهم إياها لأجله، فاستحقوا ذلك العذاب.