{ أَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ } أي: أولئك المنافقون. قال أبو السعود: والاستفهام للتوبيخ على ما أقدموا عليه من العظيمة، مع علمهم بسوء عاقبتها. وقرئ بالتاء على الإلتفات، لزيادة التقريع والتوبيخ أي: ألم يعلموا بما سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم من فنون القوارع والإنذارات { أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا } أي: من يخالف الله ورسوله. قال الليث: حاددته، أي: خالفته، والمحاددة، كالمجانبة والمعاداة والمخالفة، واشتقاقه من (الحدّ)، بمعنى الجهة والجانب، كما أن المشاقة من (الشق) بمعناه أيضاً، فإن كل واحد من المتخالفين والمتعادييْن في حدّ وشقّ، غير ما عليه صاحبه. فمعنى: { يُحَادِدِ ٱللَّهَ }: يصير في حدٍّ غير حدِّ أولياء الله، بالمخالفة. وقال أبو مسلم: المحادة مأخوذة من الحديد، حديد السلاح. وقوله تعالى: { ذٰلِكَ ٱلْخِزْيُ ٱلْعَظِيمُ } أي: الذل والهوان الدائم.