الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ } * { فَسَوْفَ يَدْعُواْ ثُبُوراً } * { وَيَصْلَىٰ سَعِيراً } * { إِنَّهُ كَانَ فِيۤ أَهْلِهِ مَسْرُوراً } * { إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ } * { بَلَىٰ إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً }

{ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ } أي: أعطي كتاب عمله بشماله من وراء ظهره، وهو على هيئة المغضوب عليه، أمام الملك المنصرف به عن ذاك المقام إلى دار الهوان:لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ مَثَلُ ٱلسَّوْءِ وَلِلَّهِ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } [النحل: 60] { فَسَوْفَ يَدْعُواْ ثُبُوراً } أي: ينادي بالهلاك وهو أن يقول: وا ثبوراه! ووا ويلاه! وهو من قولهم دعا فلان لهفه، إذا قال وا لهفاه { وَيَصْلَىٰ سَعِيراً } أي: يدخل ناراً يحترق بها { إِنَّهُ كَانَ فِيۤ أَهْلِهِ مَسْرُوراً } أي: منعماً مستريحاً من التفكر في الحق والدعاء إليه والصبر عليه. لا يهمه إلا أجوفاه، بطراً بالنعم، ناسياً لمولاه { إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ } أي: لن يرجع إلى ربه، أو إلى الحياة بالبعث. لاعتقاده أنه يحيى ويموت ولا يهلكه إلا الدهر. فلم يك يرجو ثواباً ولا يخشى عقاباً ولا يبالي ما ركب من المآثم، على خلاف ما قيل عن المؤمنين:إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِيۤ أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ } [الطور: 26]إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ } [الحاقة: 20] { بَلَىٰ } أي: ليحورن وليرجعن إلى ربه حيّاً كما كان قبل مماته { إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً } أي: بما أسلف في أيامه الخالية، فيجازيه عليه.