الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

{ فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً } أي: كلوا بعضه، بعد إخراج الخمس حلالاً، أي: مطلقاً عن العتاب والعقاب، من (حل العقال). { طَيِّباً } أي: لذيذاً هنيئاً، أو حلالاً بالشرع، طيباً بالطبع. قيل: هذا الأمر تأكيد لحل المغانم، لأنه علم مما تقدم من قوله:وَٱعْلَمُوۤا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ... } [الأنفال: 41] الآية - وإشارة لاندراج مال الفداء في عمومها، فـ { مِمَّا غَنِمْتُمْ } هنا، إما الفدية؛ لأنها غنيمة، أو مطلق الغنائم. والمراد بيان حكم ما اندرج فيها من الفدية. وجعلُ الفاء عاطفة على سبب مقدر، أي: أبحت لكم الغنائم، فكلوا - قد يستغنى عنه بعطفه على ما قبله لأنه بمعناه، أي: لا أؤاخذكم بما أخذ من الفداء فكلوه. كذا في (العناية).

قال أبو السعود: والأظهر أنها للعطف على مقدر يقتضيه المقام، أي: دعوه فكلوا مما غنمتم. ثم قال: وقيل (ما) عبارة عن الفدية، فإنها من جملة الغنائم، ويأباه اتساق النظم الكريم وسياقه. انتهى. وهو متجه.

{ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } أي: في مخالفة أمره ونهيه { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } فيغفر لكم ويرحمكم إذا اتقيتموه.