الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي ٱلْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }

{ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي ٱلْحَرْبِ } أي: فإما تصادفنهم وتظفرنّ بهم { فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ } أي: فرّق بهم مَن وراءهم من المحاربين. يعني: بأن تفعل بهم من النكال وتغليظ العقوبة، ما يشرّد غيرهم خوفاً، فيصيروا لهم عبرة، كما قال: { لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } أي: لعل المشردين يتعظون بما شاهدوا ما نزل بالناقضين، فيرتدعوا عن النقض أو عن الكفر. قال في (التاج): وقيل: معنى { فَشَرِّدْ بِهِم } فسمّع بهم، وقيل: فزِّع بهم، ولا يخفى أن هذه المعاني متقاربة. وأصل التشريد الطرد والتفريق، ويقال: شرد به تشريداً، سَمَّع الناس بعيوبه. قال:
أُطوِّفُ بالأباطحِ كلَّ يوم   مخافَةَ أن يُشرِّد بي حَكِيمُ
معناه أن يُسَمِّعَ بي، و (حكيم) رجل من بي سُلَيْم كانت قريش وَلَّتْهُ الأخذ على أيدي السفهاء.

استشهد به في اللسان في مادة (ش ر د).