الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْمَلاۤئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ }

{ وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي: يقبض أرواحهم { ٱلْمَلاۤئِكَةُ } أي: ملائكة القهر والعذاب مما يناسب هيآت نفوسهم { يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ } لإعراضهم عن الحق، ولهيآت الكبر والعجب والنخوة فيها { وَأَدْبَارَهُمْ } لميلهم إلى الباطل، وشدة انجذابهم إليه، ولهيآت الشهوة والحرص والشره { وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } عطف على { يَضْرِبُونَ } بإضمار القول، أي: ويقولون ذوقوا بشارة لهم بعذاب الآخرة. وجواب { لَوْ } محذوف، لتفظيع الأمر وتهويله.

قال ابن كثير: وهذا السياق، وإن كان سببه وقعة بدر، ولكنه عامّ في حق كل كافر. وفي سورة القتال مثل هذه الآية. وتقدم في الأنعام نحوها، وهو قوله تعالى:وَلَوْ تَرَىۤ إِذِ ٱلظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ ٱلْمَوْتِ وَٱلْمَلاۤئِكَةُ بَاسِطُوۤاْ أَيْدِيهِمْ } [الأنعام: 93]، أي: بالضرب فيهم بأمر ربهم.