الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِذْ يُرِيكَهُمُ ٱللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي ٱلأَمْرِ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ }

{ إِذْ يُرِيكَهُمُ ٱللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً } منصوب بـ (اذكر)، أو بدل آخر من (يوم الفرقان)، وذلك أن الله عز وجل أراه إياهم في رؤياه قليلاً، فأخبر بذلك أصحابه، فكان تثبيتاً لهم وتشجيعاً على عدوّهم: { وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَّفَشِلْتُمْ } أي: لجبنتم وهبتم الإقدام { وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي ٱلأَمْرِ } أي: أمر الإقدام والإحجام، فتفرقت كلمتكم، { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ سَلَّمَ } أي: عصم وأنعم بالسلامة من الفشل والتنازع بتأييده وعصمته { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } أي: يعلم ما سيكون فيها من الجرأة والجبن والصبر والجزع. ولذلك دبر ما دبر.