الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله فَإِنِ انْتَهَوْاْ فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }

{ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ } أي: شرك أو إضلال لغيرهم، وفتن منهم للمؤمنين عن دينهم { وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله } أي: يخلص التوحيد لله، فلا يعبد غيره { فَإِنِ انْتَهَوْاْ } أي: عن الكفر والمعاصي ظاهراً { فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ } أي: ببواطنهم { بَصِيرٌ } أي: فيجازيهم، وعليه حسابهم، فكفوا عنهم، وإن لم تعلموا ببواطنهم. كقوله تعالى:فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَٰوةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ... } الآية [التوبة: 5]، وفي الآية الأخرى:فَإِخوَانُكُمْ فِي ٱلدِّينِ } [الأحزاب: 5]. وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل " وفي الصحيح " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأسامة. لما علا ذلك الرجل بالسيف، فقال: لا إله إلا الله، فضربه فقتله، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لأسامة: " أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله، فكيف نصنع بـ (لا إله إلا الله) يوم القيامة؟ " فقال: يا رسول الله إنما قالها تعوّذا، فقال: " هلا شققت عن قلبه؟ " وجعل يقول ويكرر عليه: " مَنْ لك بـ (لا إله إلا الله) يوم القيامة؟ " قال أسامة: حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ ".