{ إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلاۤئِكَةِ } أي: الذين أمدّ بهم المسلمين { أَنِّي مَعَكُمْ } أي: بالعون والنصر. قال الجشميّ: يحتمل مع الملائكة، إذ أرسلهم ردءاً للمسلمين، ويحتمل مع المسلمين، كأنه قيل: أوحي إلى الملائكة أني مع المؤمنين، فانصروهم وثبتوهم. وقوله تعالى: { فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أي: بدفع الوسواس وبالقتال معهم والحضور مدداً وعوناً { سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ } أي: الخوف. ثم علمهم تعالى كيفية الضرب بقوله تعالى: { فَٱضْرِبُواْ } أمرٌ للمؤمنين أو للملائكة. وعليه، ففيه دليل على أنهم قاتلوا { فَوْقَ ٱلأَعْنَاقِ } أي: أعالي الأعناق التي هي المذابح، تطييراً للرؤوس، أو أراد الرؤوس، لأنها فوق الأعناق { وَٱضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ } أي: أصابع، جمع (بنانة)، قيل: المراد بالبنان، مطلق الأطراف مجازاً، تسمية للكل بالجزء، لوقوعها في مقابلة الأعناق والمقاتل. والمعنى: اضربوهم كيفما اتفق من المقاتل وغيرها.