{ فَذُوقُواْ فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً } أي: يقال لهم ذلك، تقريعاً وغضباً وتأنيباً لهم من تخفيف العذاب، وإعلاماً بمضاعفته. ولما ذكر وعيد الكفار، تأثره بوعد الأبرار، بقوله سبحانه: { إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً } أي: فوزاً بالنعيم. ونجاة من النار التي هي مآب الطاغين: { حَدَآئِقَ وَأَعْنَاباً } الحدائق جمع حديقة وهي البستان فيه أنواع الشجر المثمر المحوط بالحيطان المحدقة به. والأعناب معروفة. قال ابن جرير: أي: وكروم وأعناب، فاستغنى بالأعناب عنها. { وَكَوَاعِبَ } أي: بنات فلكت ثديّهن، أي: استدارت مع ارتفاع يسير { أَتْرَاباً } أي: متساويات في السن { وَكَأْساً دِهَاقاً } أي: ملأى من خمر لذة للشاربين { لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا } أي: في الجنة { لَغْواً } أي: باطلاً من القول { وَلاَ كِذَّاباً } أي: مكاذبة. أي لا يكذب بعضهم بعضاً. قال الإمام: اللغو والتكذيب مما تألم له أنفس الصادقين، بل هو من أشد الأذى لقلوبهم. فأراد الله إزاحة ذلك عنهم { جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً } أي: جزاء لهم على صالح أعمالهم، تفضُّلاً منه تعالى بذلك الجزاء { حِسَاباً } أي: كافياً، أو على حسب أعمالهم.