الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّهُمْ كَانُواْ لاَ يَرْجُونَ حِسَاباً } * { وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا كِذَّاباً } * { وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً }

{ إِنَّهُمْ كَانُواْ لاَ يَرْجُونَ حِسَاباً * وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا كِذَّاباً } قال القاشاني: أي ذلك العذاب؛ لأنهم كانوا موصوفين بهذه الرذائل من عدم توقع المكافآت والتكذيب بالآيات. أي لفهم العمل والعلم. فلم يعملوا صالحاً رجاء الجزاء، ولم يعلموا علماً فيصدقوا بالآيات.

{ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً } قال القاشاني: أي: كل شيء من أعمالهم ضبطناه بالكتاب عليهم في صحائف نفوسهم.

قال الرازي: المراد من قوله: { كِتَاباً } تأكيد ذلك الإحصاء والعلم. وهذا التأكيد إنما قيل على حسب ما يليق بأفهام أهل الظاهر. فإن المكتوب يقبل الزوال، وعلم الله بالأعمال لا يقبل الزوال؛ لأنه واجب لذاته. انتهى.

وهو بمعنى ما نقله الشهاب؛ أنه تمثيل لإحاطة علمه بالأشياء، لتفهيمنا. وإلا فهو تعالى غنيّ عن الكتابة والضبط. ومذهب السلف: الإيمان بهذه الظواهر وتفويض تأويلها إلى الله تعالى.