الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً } * { لِّلطَّاغِينَ مَآباً } * { لاَّبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً } * { لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلاَ شَرَاباً } * { إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً } * { جَزَآءً وِفَاقاً }

{ إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً } أي: موضع رصد، يرصد فيه خزنتُها من كان يكذب بها وبالمعاد. على أن { مِرْصَاداً } اسم مكان. أو مجدّة في ترصدهم وارتقاب مقدمهم. على أنه صيغة مبالغة { لِّلطَّاغِينَ مَآباً } أي: للذين طغوا في الدنيا، فتجاوزوا حدود الله استكباراً على ربهم، منزلاً، ومرجعاً يصيرون إليه { لاَّبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً } أي: دهوراً متتابعة إلى غير نهاية. كقوله:خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً } [الأحزاب: 65] { لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً } أي: روحاً وراحة { وَلاَ شَرَاباً * إِلاَّ حَمِيماً } أي: ماء حارّاً انتهى غليانه { وَغَسَّاقاً } أي: صديداً. وهو ما يخرج من جلودهم مما تصهرهم النار، في حياض يجتمع فيها، فيسقونه { جَزَآءً وِفَاقاً } أي: جوزوا بذلك جزاءً موافقاً لما ارتكبوه من الأعمال، وقدموه من العقائد والأخلاق.