الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً } * { وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً } * { وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلْمُعْصِرَاتِ مَآءً ثَجَّاجاً } * { لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً } * { وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً }

{ وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً } قال الرازي: أي: سبع سماوات شداداً جمع (شديدة) يعني: محكمة قوية الخلق لا يؤثر فيها مرور الزمان، لا فطور فيها ولا فروج.

وقال الإمام: السبع الشداد الطرائق السبع، وهي ما فيه الكواكب السبعة السيارة المشهورة. وخصها بالذكر لظهورها ومعرفة العامة لها. { وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً } أي: متلألئاً وقاداً. يعني: الشمس { وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلْمُعْصِرَاتِ } أي: السحائب إذا أعصرت، أي شارفت أن تعصرها الرياح { مَآءً ثَجَّاجاً } أي: منصباً متتابعاً { لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً } قال ابن جرير: الحب: كل ما تضمنه كمام الزرع التي تحصد. والنبات الكلأ الذي يُرْعَى من الحشيش والزروع.

وقال الزمخشري: يريد ما يتقوت من نحو الحنطة والشعير، وما يعلف من التبن والحشيش. كما قال:كُلُواْ وَٱرْعَوْا أَنْعَامَكُمْ } [طه: 54].

{ وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً } أي: حدائق ملتفة الشجر، مجتمعة الأغصان.

قال الرازي: قدم الحب: لأنه الأصل في الغذاء. وثنى بالنبات: لاحتياج الحيوانات إليه. وأخر الجنات لأن الحاجة إلى الفواكه ليست بضرورية. ثم قال: وكان الكعبي من القائلين بالطبائع. فاحتج بقوله تعالى: { لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً } إلخ على بطلان قول من قال: إنه تعالى لا يفعل شيئاً بواسطة شيء آخر. أي لأن ارتباط المسببات بالأسباب مما بنى عليه سبحانه بحكمته الباهرة نظام العمران.