الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلْمُرْسَلاَتِ عُرْفاً } * { فَٱلْعَاصِفَاتِ عَصْفاً } * { وٱلنَّاشِرَاتِ نَشْراً } * { فَٱلْفَارِقَاتِ فَرْقاً } * { فَٱلْمُلْقِيَٰتِ ذِكْراً } * { عُذْراً أَوْ نُذْراً } * { إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَٰقِعٌ }

{ وَٱلْمُرْسَلاَتِ عُرْفاً } إقسام بالرياح المرسلة متتابعة كشعر العرف. أو بالملائكة المرسلة بأمر الله ونهيه. وذلك هو العرف. أو بالمرسل من بني آدم المبعوثة بذلك { فَٱلْعَاصِفَاتِ عَصْفاً } أي: الرياح الشديدات الهبوب، السريعات الممرّ { وٱلنَّاشِرَاتِ نَشْراً } أي: الرياح التي تنشر السحاب والمطر، كما قال:وَهُوَ ٱلَّذِي يُرْسِلُ ٱلرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ } [الأعراف: 57] وقوله:ٱللَّهُ ٱلَّذِي يُرْسِلُ ٱلرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي ٱلسَّمَآءِ } [الروم: 48] أو الملائكة التي تنشر الشرائع والعلم والحكمة والنبوة والهداية في الأرض { فَٱلْفَارِقَاتِ فَرْقاً } أي: الملائكة التي تفرق بين الحق والباطل بسبب إنزال الوحي والتنزيل. أو الآيات القرآنية التي تفرق كذلك. أو السحب التي نشرن الموات ففرقن بين من يشكر الله تعالى وبين من يكفر كقوله:لأَسْقَيْنَاهُم مَّآءً غَدَقاً * لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } [الجن: 16 - 17] { فَٱلْمُلْقِيَٰتِ ذِكْراً } أي: الملائكة الملقيات ذكر الله إلى أنبيائه، المبلغات وحيه { عُذْراً أَوْ نُذْراً } أي: إعذاراً من الله لخلقه، وإنذاراً منه لهم. مصدران بمعنى الإعذار والإنذار. أي: الملقيات ذكراً للإعذار والإنذار، أي: لإزالة إعذارهم، وإنذارهم عقاب الله تعالى إن عصو أمره { إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَٰقِعٌ } جواب القسم. أي: إن الذي توعدون به من مجيء يوم القيامة والجزاء، لكائن نازل، كقوله:وَإِنَّ ٱلدِّينَ لَوَٱقِعٌ } [الذاريات: 6] أو من زهوق ما أنتم عليه من الباطل، وظفر الحق بقرنه، أو ما هو أعم. والأول أولى، لإردافه بعلاماته، بقوله:

{ فَإِذَا ٱلنُّجُومُ طُمِسَتْ... }.